سعد عبد الراضي (أبوظبي)
الروائي التنزاني عبد الرزاق جورنا، أصبح له الفضل، نتيجة إسهاماته البارزة في مجال الأدب، في عودة جائزة نوبل في الأدب إلى القارة السمراء في هذه الدورة 2021، بعد غياب 18 عاماً، منذ حصول آخر أديب أفريقي عليها عام 2003، وهو الجنوب أفريقي جون ماكسويل كوتزى.
وعبد الرزاق جورنا من مواليد 20 ديسمبر 1948، فى زنجبار، وهو روائي تنزاني يكتب بالإنجليزية ويقيم في المملكة المتحدة، وأشهر رواياته هي «الجنة 1994»، و«ذاكرة الرحيل 1987»، و«طريق الحجاج 1988»، و«دوتي 1990»، و«جوار البحر 2001»، و«فرار 2005»، و«الهدية الأخيرة 2011، و«قلب الحصى 2017»، و«الحياة بعد الموت 2020»، والهجر (2005)، و«صمت مدهش 1996» التي وصلت القائمة القصيرة بـ«البوكر».
أدباء أفارقة
ومن بين أكثر من 100 أديب تم تكريمهم منذ تأسيسها إلى اليوم، كان لشخصيات أفريقية متنوعة نصيب من الفوز بالجائزة، حيث سبق التنزانى عبدالرزاق جورنا، 4 أدباء أفارقة في الحصول على جائزة نوبل في الأدب، ولكن المفارقة أن الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ، كان الوحيد من بين جميع الأدباء الأفارقة الحائزين الجائزة عام 1988، من سكان القارة، بينما كل الفائزون بما في ذلك الأخير، خارج القارة السمراء.
ففي عام 1986، حصل النيجيري «وول سوينكا» على جائزة نوبل للأدب، وبذلك يصبح أول فائز أفريقي وأول شخصية سمراء تحصل على هذه الجائزة، ولم يكن «سوينكا» يعيش فى نيجيريا حين فاز بالجائزة، حيث كان يعيش في لندن ويقوم بالتدريس في جامعات أكسفورد وهارفارد وويل، كما عمل أستاذا للكتابة الابداعية في جامعة نيفادا، لاس فيجاس.
وفي عام 1991 كانت الروائية الجنوب أفريقية نادين غورديمر، التي حازت جائزة نوبل للأدب، وقد استخدمت قلمها لإدانة نظام الفصل العنصري، وهي أول امرأة أفريقية بيضاء تفوز بجائزة نوبل، ولكنها أيضاً حصلت على الجائزة بوصفها هولندية.
سرد مؤثر
وكانت الأكاديمية الملكية السويدية، أمس الأول قد منحت جائزة نوبل للآداب لعام 2021، للروائي التنزاني عبد الرزاق جورنا، حيث أثنت لجنة تحكيم نوبل عليه بوصفه يقدم سرداً مؤثراً كان على تماس مع مصير اللاجئين العالقين بين القارات والثقافات، وكانت روايته «الجنة» أكبر تجسيد لهذه القضية، خاصة أنه في كثير من أعماله لا يساوم ويقف موقفاً واضحاً ومبدئياً ضد الاستعمار، إضافة إلى أعمال مهمة أخرى منها (ذاكرة الرحيل 1987، وطريق الحجاج 1988) وغيرهما.
وقالت لجنة نوبل الآداب في بيان إعلان اسم الفائز «تبتعد رواياته عن التنميط، وتفتح عيوننا على شرق إفريقيا المتنوع ثقافياً، وغير المعروف بالنسبة لكثيرين حول العالم».
بدأ جورنا الكتابة في سن 21 عاماً، وهو يعيش اليوم في المملكة المتحدة، التي وصلها طالباً عام 1968، ومن 1980 إلى 1982، بدأ جورنا يلقي سلسلة من المحاضرات في جامعة بايرو كانو في نيجيريا، ثم انتقل إلى جامعة كينت، حيث حصل على درجة الدكتوراه عام 1982، وهو الآن أستاذ ومدير الدراسات العليا في ذات الجامعة/ قسم اللغة الإنجليزية، وينصب اهتمام جورنا الأكاديمي في الكتابة على ما بعد الاستعمار والخطابات المرتبطة به، خاصة في ما يتعلق منها بإفريقيا والبحر الكاريبي والهند.
غربة وطن
تُصوّر أعمال جورنا، عنف ما بعد الاستعمار في بلده الأصلي تنزانيا، حين أطاحت الأغلبية السوداء بالنخبة التي كانت موجودة في البلاد منذ قرون، حيث يستكشف جورنا في روايته «ذكرى الرحيل» عام 1987 تجارب الأفارقة الذين لا يشعرون بأنهم في أوطانهم، ففي عالم يبدو أن العنف يستهلكه حتى النخاع، يجد أبطال جورنا أنفسهم في حالة ترحال دائم: يستوي في ذلك حسن عمر الذي يعمل على سطح سفينة شحن في نهاية رواية «ذكرى الرحيل» ويوسف الذي يهرب ليلتحق بالقوات الألمانية في رواية «الجنة».