العين (الاتحاد)
يلقي المكان الذي ينشأ فيه الكاتب بظلاله على شخصه وإبداعه، فعلاقة المبدع بالمكان علاقة تبادلية من حيث التأثير والتأثر، فكلاهما يؤثر ويتأثر بالآخر، وحول تلك الظاهرة أقام مركز أبوظبي للغة العربية بدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، بالتعاون مع اتحاد كتاب الإمارات، أمس الأول، ندوة «أديبات العين إبداع يرصد ملامح المرأة والمكان»، ضمن فعاليات معرض العين للكتاب، تحدثت فيها الكاتبة والقاصة الإماراتية موزة عوض، كما شاركت فيها افتراضياً الروائية والكاتبة مريم الغفلي، متناولتين تجربتهما الإبداعية مع رواد المعرض.
إلى ذلك، قالت الغفلي إنها تحب الكتابة عن المرأة الإماراتية قديماً، لما عانته في السابق من صعوبة الحياة والبيئة المحيطة بها، فالمرأة قديماً لم تحظ بالرفاهية التي نحياها اليوم، مشيرة إلى أنها حين تكتب عن المرأة فإنها تكتب عن الأنثى المعطاءة في جميع مراحلها. وعن جديدها قالت إنها تكتب حالياً رواية عن المرأة وتجليات المكان فيها، مؤكدةً أن المكان حاضر دائماً في أعمالها مثل روايتها «نداء الأماكن الحزينة» التي تناولت فيها ملامح مدينة العين، وأشهر الأماكن بالمدينة.
وتحدثت عوض عن تأثير انتقالها من مدينة الشارقة حيث ولدت ونشأت، إلى مدينة العين، وأيهما حاضر أكثر في كتاباتها، مؤكدةً أن الحنين للشارقة يظل قائماً، وأنها في بداية انتقالها لمدينة العين عقب زواجها كانت تجد الأمر صعباً، ولكن كما أن للأماكن تأثيراً إيجابياً فإن لها أيضاً تأثيراً سلبياً يسبب المعاناة، ومن هذه المعاناة يولد الإبداع أحياناً، مضيفةً أنها ومع مرور السنوات تأقلمت مع الحياة في مدينة العين، التي شهدت بداياتها ككاتبة وفيها اكتشفت موهبتها الأدبية.
وعن تأثير السفر في كتاباتها، أوضحت أن السفر يفتح آفاقاً جديدة للكاتب من حيث التعرف إلى عادات وتقاليد الشعوب المختلفة. وعن أكثر الدول التي تأثرت بها، أشارت إلى أنها تأثرت كثيراً بالبوسنة التي زارتها مرات عدة، وفي كل زيارة تنفتح شهيتها للكتابة الإبداعية متأثرةً بجمال طبيعتها وأجوائها الساحرة. وحول حضور المرأة في كتاباتها قالت عوض: «أنا أكتب للمرأة وعن المرأة في المقام الأول»، مؤكدةً أن الأديبات أكثر قدرة على التعبير عما يختلج في نفوس النساء من مشاعر وصراعات وأفكار.