هويدا الحسن (العين)

خصص معرض العين للكتاب بالتعاون مع إدارة التراث المعنوي في دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، أمس الأول، ندوة لمناقشة محور «العين ومشاريع البحث الميداني»، استضافت باحثين ألفا كتباً أبرزت مكانة العين الثقافية والجغرافية.
إلى ذلك، أشار الباحث في إدارة التراث المعنوي، مزيد النصراوي إلى العلاقة بين مدينة العين وأواصر الثقافة. وقال إن «العين على امتداد التاريخ كانت الممر الرئيس بين شبه الجزيرة العربية وسلطنة عمان والخليج العربي، كما كانت يداً ممدودة للحضارات المجاورة في بلاد بين النهرين وبلاد السند والهند وبلاد فارس، تعطيها وتأخذ منها في حوار حضاري راقٍ على مر التاريخ»، مضيفاً أن الموقع الجغرافي لمدينة العين من العوامل المعززة لها ثقافياً وحضارياً، وأن باحثين ومؤرخين أدركوا أن العين هي بوابة التاريخ بالنسبة لدولة الإمارات، ما يفسر تناولها في عديد من الدراسات والكتابات المعنية بالتراث. ولفت إلى أنها موطن ومسقط رأس القادة، ففيها نشأ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وفيها ولد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، معتبراً أن مدينة العين متحف مفتوح على التراث والثقافة في قلاعها وحصونها وأبراجها ومساجدها وبيوتها القديمة، وفيها أثر لكل الحضارات والثقافات التي مرت بها، إلى جانب المتاحف الحديثة التي تم إنشاؤها. وأشار إلى أن العين مدينة التقاليد والعادات الراسخة في الموروث الإماراتي وكل ما يتعلق بالثقافة الإماراتية.
وعن كتابه «المستوصف»، ذكر الباحث والمستشار في إدارة التراث المعنوي الحظ الكويتي أنه منذ بدأ العمل على كتابه كان يضع نصب عينيه أن يكون إرثاً للأجيال القادمة فهو يجمع بين الأمثال الشعبية والحكم والأقوال المأثورة، فالأمثال الشعبية مدرسة نستسقي منها الحكمة والدروس والعبر. 
وعن الصعوبات التي واجهته أثناء جمع مادة الكتاب، قال إنه لم يجد صعوبة بالمعنى المفهوم لأنه شغوف بالأمثال منذ طفولته، فاعتمد بشكل كبير على الذاكرة للكتابة، إلى جانب الرجوع إلى أبحاث وكتب تناولت الموضوع نفسه، مضيفاً «كنت حريصاً على أن يكون مفهوماً للقارئ العربي عموماً على الرغم من كتابته بالعامية الإماراتية إلا أنني دعمته بآيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية وأبيات من الشعر». وأشار إلى أن كتاب «رمستنا» خاص بعادات وتقاليد أهل العين.
من جهتها، تحدثت مديرة وحدة البحوث بإدارة التراث المعنوي، عائشة خميس الظاهري عن كتابها «حكايات شعبية في مدينة العين»، الذي يتضمن سبعاً وعشرين حكاية استقتها من حكايات الجدات، مشيرة إلى أنها وجدت صعوبة في جمع الحكايات من سيدات كبيرات في السن، واللواتي كن يرفضن التسجيل الصوتي في بداية الأمر ما مثّل مشكلة كبيرة بالنسبة لها. وأوضحت أن جمع الحكايات استغرق نحو ثلاثة أشهر، حيث جمعت ما يزيد على أربعين حكاية تم تنقيحها واختيار عدد منها ليتضمنها الكتاب.
وعن كتابها البحثي «أفلاج العين بين الماضي والحاضر»، أوضحت الظاهري أنها جمعت فيه كل ما يخص الأفلاج ودورها في تطوير الزراعة بمدينة العين، وقد تضمن الكتاب عدد الأفلاج في العين وأسماءها وكيفية صيانتها وكل ما قد يحتاج الباحث إلى معرفته عنها.