العين (الاتحاد)

اتفق مشاركون في ندوة «الإنتاج الدرامي والموسيقي الإماراتي.. بين الواقع وأسئلة المستقبل»، التي نظمها، أمس الأول، مركز القطارة والفنون، التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، في إطار فعاليات معرض العين للكتاب، على أن الدراما والغناء من أهم القطاعات الفنية وأكثرها تأثيراً على الجمهور، مشيرين إلى أنهما يعانيان محلياً من غياب الدعم، وفخ التكرار، وضعف الإنتاج والتوزيع، إلا أنهم أبدوا تفاؤلهم حيال تطورها قريباً ولا سيما مع اقتراب افتتاح أكاديمية للفنون في أبوظبي.
وقال الممثل ياسر النيادي، الذي أدار الندوة: «حوار هذا المساء ينتصر للفن الإماراتي وبشكل خاص للأغنية وإنتاج المسلسلات الدرامية اللذين هما من أقرب الفنون للجمهور، فهي تعد أحد مرتكزات الثقافة الشعبية التي تعكس صورتنا وتخبر عنا الكثير، فما تشاهدونه وتسمعونه من تلك الفنون هو نتاج صعب ومعقد لمواهب وأصحاب خبرات ينصهرون معاً ليخلد فينا اللحن والكلمة».
وعن البداية الحقيقية للأغنية الإماراتية، قال الشاعر وصاحب شركة إنتاج فني علي الخوار إن الأغنية الإماراتية بدأت تتبلور في خمسينيات وستينيات القرن الماضي على يد الرواد أمثال حرب حسين وجابر قاسم، والذي واكب ظهور جيل من الملحنين أمثال إبراهيم فرج، وخالد ناصر، وموسى محمد وغيرهم من جيل الرواد الذين أسهموا في تطوير الأغنية الإماراتية. وتابع «نهاية التسعينيات شهدت طفرة كبيرة في تطور الأغنية الإماراتية بكل عناصرها، وبرز غناء القصيدة الإماراتية من خلال نجوم غناء إماراتيين وعرب، ما أسهم في خلق جيل من النجوم أمثال حسين الجسمي وأريام وعيضة المنهالي وبرزت أسماء لملحنين متميزين»، مشيراً إلى أن تلك الطفرة طالت أيضاً التقنيات الفنية وبناء ستوديوهات تسجيل مجهزة على أعلى مستوى ما كان له أثر إيجابي على حركة الإنتاج الموسيقي. وأوضح «كل هذا بدأ يخفت اعتباراً من العام 2010 وكدنا نعود إلى نقطة الصفر مرة أخرى»، شارحاً أن الإنتاج الغنائي يعتمد على جهود الأفراد وهناك غياب لدعم الدولة، فنحن نحتاج إلى أن تتبنى الدولة الفنون المختلفة مثل تبنيها للساحة الرياضية، لأن الفنون بأشكالها واجهة للدولة وهي قوتها الناعمة المؤثرة.
وعن ملامح الدراما الإماراتية اليوم، قال الكاتب والمخرج والرئيس التنفيذي لشركة إخراج، منصور الظاهري إن الدراما الإماراتية وقعت في فخ التكرار، مضيفاً «أرى أن بعض الأعمال انتقصت من الشخصية الإماراتية، وهذا للأسف يتكرر دوماً على الرغم من أن الأعمال الإماراتية لا ينقصها شيء لتتواجد على خريطة المسلسلات الخليجية والعربية، ولكن تبقى صعوبات الإنتاج والتوزيع عائقاً كبيراً أمام انتشار الأعمال المحلية وتطويرها». وأمِل أن تتغير الأمور قريباً خاصة مع وجود مشروع لإنشاء أكاديمية للفنون في أبوظبي، معلنا عن أنه يجهز لأربعة أعمال إماراتية جديدة يشارك فيها عدد من الفنانين الإماراتيين.

مؤلفون وفقاً للطلب
في مداخلة للسيناريست والشاعر والكاتب محمد حسن أحمد، على هامش ندوة «الإنتاج الدرامي والموسيقي الإماراتي.. بين الواقع وأسئلة المستقبل»، التي نظمها، أمس الأول، مركز القطارة والفنون، التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، ضمن فعاليات معرض العين للكتاب، للإجابة عن سؤال طرحه الناقد الفني حمد الريامي قال فيه إن «مؤلفي الأعمال الدرامية المحلية يكتبون أعمالاً وفقاً لطلب بعض القنوات وليس وفقاً للذائقة العامة»، فرد محمد حسن إن «مشكلة الأعمال الإماراتية أنها تنفذ عبر منتج منفذ للقنوات التليفزيونية وليس منتجا يتبنى الفكرة من البداية ما يشجع على تقديم قصص وموضوعات مختلفة وجديدة تتميز بالجرأة وتقدم أعمالاً ترصد الحياة العصرية في دولة الإمارات».