سعد عبد الراضي وهويدا الحسن (العين)
قال الكاتب والمخرج السينمائي والمسرحي صالح كرامة، إن المهرجانات ملاذ المبدع، والنافذة التي يطل منها على إبداع الآخر من مختلف الثقافات، مؤكداً أن غيابها يؤثر سلباً على الصناعة بأكملها، مشيداً بـ«إقامة مهرجان العين السينمائي الذي لم أتخلف عن حضوره منذ انطلاقه».
واستضاف معرض العين للكتاب، أمس الأول، صالح كرامة للحديث عن مسيرته الفنية، والجديد الذي يستعد لتقديمه، ضمن جلسة حملت عنوان «نجوم في سماء الإمارات»، وخلالها وصف الفنان والإعلامي إبراهيم استادي من مؤسسة دبي للإعلام، الذي أدارها، كرامة بأنه «من رموز الفن في الإمارات، فهو واحد من رواد صناعة السينما الإماراتية، وأول من أخرج فيلماً إماراتياً طويلاً وأحد مؤسسي المسرح الوطني في أبوظبي»، مشيراً إلى أن كرامة ترأس مسابقة أفلام الإمارات التي كانت تقام ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي، وقد كتب وأخرج أفلاماً حصدت جوائز في مهرجانات محلية وعالمية، أبرزها جائزة أفضل فيلم قصير من مهرجان الدار البيضاء الدولي عن فيلم «ما تبقى» في عام 2007، وفيلم «حنة»، الذي فاز بجائزة مهرجان الشرق الأوسط الدولي في أبوظبي عام 2008.
وعن حضوره معرض العين للكتاب، قال كرامة إنه معجب بتنظيمه وتنوع فعالياته، لافتاً إلى سعادته لعرض فيلمه الروائي الطويل «حنة» ضمن البرنامج الثقافي للمعرض، ليكون متاحاً لجمهور العين المتعطش دوماً للفنون والمتذوق لها.
وعن تجربته في العمل مع المخرج البريطاني كونراد كلارك، قال كرامة: إن صداقة قديمة تربطه بكلارك حيث تزاملا سوياً أثناء دراسته السينما في الكلية الملكية في لندن، مضيفاً: «اتفقت مع كلارك على كتابة سيناريو يقوم هو بإخراجه، فكان (عربة الروح) الذي فاز بجائزة الصدفة الذهبية بمهرجان سباستيان السينمائي الدولي».
وعن الجديد الذي يستعد لتقديمه، قال: إن هناك مشروع فيلم بعنوان «تم»، لكنه لا يزال حبيس الأدراج في انتظار التمويل، مشيراً إلى أن المبدع يتحايل على صعوبة الحصول على تمويل لأفلامه الطويلة بإنتاج أفلام روائية قصيرة، ولكن تلك الأفلام لا تجد منصة عرض ليراها الجمهور فتظل المهرجانات المنصة الوحيدة التي تعرض فيها. ولفت كرامة إلى أنه يفضل العمل مع الممثلين غير المحترفين للاستفادة من فطرتهم غير المصطنعة، مؤكداً حرصه على ملامسة الواقع في أعماله.
وأعقب الندوة عرض لفيلم «حنة» أول فيلم إماراتي طويل، تدور أحداثه في فترة الثمانينيات مع بداية امتداد الزحف العمراني، وهي المرحلة التي يطلق عليها كرامة مرحلة «طباشير العمران»، وأشار إليها في الفيلم مرات عدة على لسان شخصياته.
عائشة بالخير: التاريخ الشفاهي يختزن قيماً تعزز التسامح
دارت المحاضرة التي تحدثت فيها الدكتورة الباحثة في الشأن الخليجي عائشة بالخير عن «دور التاريخ الشفاهي في نشر التسامح وتعزيز الهوية الوطنية»، مشيرة إلى أهمية تدوين التاريخ الشفاهي وطريقة تناقله والمعايير التي يعمل بها الأرشيف الوطني لتوثيق التاريخ الشفاهي، ومخرجات هذا المشروع، وكذلك أهميته في رصد الظواهر المجتمعية، وتعزيز الهوية الوطنية وكسب الولاء والوفاء للوطن.
وقالت في الجلسة التي نظمها معرض العين للكتاب: «يختزن التاريخ الشفاهي منظومة شديدة الرقيّ من قيم التسامح، تعدّ جزءاً أصيلاً من الموروث الوطني والتاريخ العريق للمنطقة، التي طالما كانت جسر تواصل جغرافي وثقافي بين حضارات العالم».