محمد عبدالسميع (الشارقة)
دعت ناقدات مواطنات إلى إنشاء «مجلس للنقد الأدبي الإماراتي»، لخدمة قضيّة التأصيل الأدبي أمام الزيادة الإبداعيّة في الفنون والآداب، وحتى لا يبقى النقد حصراً على الأدب. وفي ندوة أقيمت، أمس الأول، ضمن فعاليات «ملتقى أديبات الإمارات السادس: التجربة والأثر»، الذي أُقيم تحت رعاية قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد بن سلطان القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، أكدت المشاركات في ندوة يومه الأول «النقد الأدبي: قراءة في واقع الحضور النسائي الإماراتي في المشهد»، أهمية ردم الهوّة بين النقّاد والكتّاب، والاهتمام بالمصطلح النقدي والتخلي عن ضبابيّته باتجاه توسيعه وتطبيقه، لاكتشاف مواهب جديدة.
وشارك في الندوة الأكاديميات الناقدات بديعة الهاشمي، وزينب الياسي، ومريم الهاشمي، اللواتي قلن
: إن إنشاء «مجلس للنقد الأدبي الإماراتي»، يخدم قضيّة التأصيل الأدبي أمام الزيادة الإبداعيّة في الفنون والآداب والحقول المتعددة، كي لا يبقى النقد يسير في اتجاه والأدب يسير في اتجاه مغاير، مؤكدات احتياج الأديب إلى الناقد لمعرفة مواطن الضعف والقوة، لتلافي أخطاء الكتابة واستثمار المواهب. ولفتن إلى واقع النقد الإماراتي وأهميّة ترسيخه وإظهاره، أمام الأعمال الأدبية والفنيّة المتزايدة في العشر سنوات الأخيرة.
وأكدن أن ظاهرة القطيعة بين الكاتب والناقد قديمة في الإبداعات العربيّة، داعيات إلى الاهتمام بالمصطلح النقدي والتخلي عن ضبابيّته باتجاه توسيعه وتطبيقه، لاكتشاف مواهب جديدة، من خلال مناهج النقد الموسوعيّة التي يجب أن تتوافر في الناقد، خصوصاً أمام ضيق التخصص وحرفيّته التي تحتاج إلى روافد عدة من القراءة والاطلاع.
وبحثت الناقدات مفهومي النقد الأدبي والنقد الفطري، والتفريق بين نقد بنّاء وهدّام، ومدارس النقد الغربية التي انتقلت إلى العرب، وشروط الناقد في الموضوعيّة والنزاهة وعدم الثأر الشخصي، بعيدا عن تقصّد التشهير بالسلبيات، وفق مناهج علميّة تتوخى الفائدة والإمتاع، موضحات أن النقد تطوّر عربياً ليشمل المدخل الأخلاقي وحضور الفلسفة والفكر وموسوعيّة القراءة والاطلاع لتكوين رأي نقدي جاد.
وتناولت المشاركات موضوع النقد الانطباعي الحاصل على مواقع التواصل الاجتماعي، كظاهرة إيجابيّة، غير أنّه لا غنى عن الناقد الحقيقي.
وتطرقت الناقدات إلى مسيرتهنّ القرائيّة والنقديّة ومسارات التخصص الأكاديمي، والعوامل المؤثّرة على الناقد في درجة حساسيّته تجاه التفاصيل، فيما يعرف بالأدب النسوي أو الذكوري. وأوصت الندوة باطلاع المبدعين والكتاب على مدارس النقد ومناهجه التاريخية والاجتماعية والنفسيّة والتكامليّة ونظريات التلقي، كما أوصت بتضمين النقد في المناهج المدرسيّة المحلية.