سعد عبد الراضي (أبوظبي)

تنقلت الشاعرة العراقية ساجدة الموسوي بين سوريا وليبيا بعد خروجها من العراق وصولاً إلى الإقامة في دولة الإمارات منذ عشر سنوات، حيث رحّب بها الوسط الثقافي والأدبي وبدأت بنشر مقالاتها وقصائدها، ثم نالت عضوية اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وقرأت في المنابر الثقافية.
وعن رأيها في الشعر في دولة الإمارات، تقول: «الشعر هنا متجذّر وأصيل، ولو قلنا إن النهضة العمرانية في دولة الإمارات كانت قد بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي، أستطيع القول إن الشعر ولد مع ولادة البحر، وهو كان مع ابن الإمارات في حلّه وترحاله وفي مجالس سمره وأناشيد الغواصين، فلا غرابة أن يترعرع الشعر ويتطور ويأخذ مكانته في دوحة الشعر العربي، خصوصاً أن أغلب قادة الإمارات شعراء مقتدرون في بناء القصيدة الجزلة المعاصرة لشؤون الحياة والمجتمع». 
وأصدرت الموسوي ست عشرة مجموعة شعرية، ومؤخراً صدرت لها الطبعة الثانية من «بكيت العراق» وتناولت فيها حال بلدها وأوجاعه. إلى ذلك، تقول: «ما الذي على الشاعرة أن تقوله بعد احتلال وطنها وخروجها منه مجردة من وظيفتها وبيتها وأهلها والوطن الذي تحبّه؟ ما الوعاء الذي يستوعب كل ذلك الهم الثقيل وتلك الدموع وذلك الأسى وتلك الأشجان المزروعة في قرارة قلبها غير الشعر، فديواني الثاني عشر «بكيت العراق»، الذي صدر في الإمارات عام 2012، ضمَّ باقة من قصائد الحنين للعراق وتوثيق ما جرى، إضافة إلى قصائد وجدانية أخرى، ولنفاد الطبعة الأولى أعدت طباعته هذا العام».
وعن جديدها، تقول: «منشغلة حالياً بترتيبات التصميم والغلاف لديواني الجديد (السابع عشر) وعنوانه «أنا من رأى» والعنوان مأخوذ من أول عبارة وردت في ملحمة جلجامش تقول: «هو الذي رأى كلَّ شيءٍ فغني بذكره يا بلادي» وبما أن الشاعرة تحب الكتابة على القوالب الملتزمة بالموسيقى الشعرية سألناها عن رأيها في قصيدة النثر فأشارت إلى أنا قصيدة النثر لها مبدعوها، ولكن الحذر ممن يستسهلونها، فيقعون في مطب الكلام العادي بعيداً عن الشعر وعوالمه.
وعن بداياتها مع الشعر، توضح: «قبل أن أدخل المدرسة وأمسك الدفتر، كنت أرسم في خيالي عوالم تشبه أفلام السينما، مدناً جميلة وحدائق ممتدة على مساحة العالم وأطفالاً يسبحون في بحيرات من الضوء وعصافير ويماماً ونخيلاً، ولكن المدرسة جمعت شتات أحلامي ووضعتني على طريق الشعر فكتبت أول قصيدة وعمري اثنا عشر عاماً، وشجعتني معلمتي فقرأتها أمام جميع تلاميذ المدرسة فكانت هذه الخطوة الأولى»، مضيفة: «كان لأمي التي تحفظ القرآن الكريم والكثير من الأشعار والحكايات من الموروث الشعبي أثر كبير في تذوقي للأدب والشعر».
وحول القراءات التي شكلت شخصيتها الأدبية، تقول: «كانت في بيتنا مكتبة عامرة بالكتب فبدأت أقرأ من الأدبين العربي والأجنبي المترجم، فكان طه حسين والعقاد والمنفلوطي ونجيب محفوظ بالنسبة لي عمالقة الأدب العربي، وشكسبير وديستوفسكي وبابلو نيرودا وبوشكين وتشيخوف عمالقة الأدب العالمي، وفي الشعر أثرت فيّ قصائد بابلونيرودا والمتنبي والسياب، ونهلت من شعر المعلقات رغم صعوبته، ولكنني أحببت جزالته وخيال الشعراء فيه وكنت أقف عند كل بيت للتأمل والتحليل حتى أصل إلى أعماق المعنى».