محمد عبد السميع (الشارقة)
تقول الكاتبة المهندسة موزة الزيودي: إنّ الإبداع الأدبي لا بدّ أن يتخلل كلّ أوجه الحياة، فلا يمكن أن ينفصل عن العلم والأفكار الإنسانيّة، ورؤى الكاتب وتأمّله كذلك في كثير من المواضيع. وتؤكد الزيودي أنّ كتاب «دروس في أبجديات الحياة»، الذي أصدرته حديثاً، هو انعكاسٌ لهذا التمازج والقرب في مجالات الحياة، باعتباره كتاباً يروي أسلوب التعامل مع مفردات عديدة، ويعرض أهميّة التصميم والعزم في تحقيق الطموحات ضمن القناعة والتوكّل والأخذ بأسباب النجاح.
وتنطلق الزيودي، الحاصلة على الماجستير في هندسة البيئة والمياه من معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا بجامعة خليفة، ودرجة البكالوريوس من جامعة الإمارات بتقدير امتياز، من أنّ الكثيرين يعتقدون أنّ العلم جاف بطبيعته وأنّ الحقول غير الأدبيّة لا يمكن أن تكون ذات صلة أو مؤطّرة بالتنظير الفلسفي والفكري الثقافي، مؤكّدةً أنّ المساحة الثقافية والمعرفية والإبداعية التي تتيحها دولة الإمارات في معارض الكتب والمكتبات وكافة المؤسسات الحاضنة، كفيلة بأن توسّع الأفكار وتحقق إنجازات متزايدة، ولهذا كان كتابها بمثابة تأسيس طيّب لمعرفة الحياة وقواعدها ومثالياتها التي قد لا نلتفت إليها في غمرة هذه الحياة.
آفاق الإبداع
وتقول الزيودي، التي راكمت عشر سنوات من الخبرة والتدريب العملي في شركة يابانية وتعمل رئيساً لقسم البيئة والصحة والسلامة في مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية، إنّ الانغلاق الوظيفي يمكن أن يعطّل من آفاق الإبداع في الوظيفة التي قد يظنها البعض روتيناً أو أمراً عادياً لا يمكن أن يتصل بالإبداع والتطوّر والابتكار، مشيرةً إلى أنّها طوّرت من نفسها لتكون محاضرةً في عدد من المؤتمرات الدولية والعربية، ومشاركةً في منتدى البيئة والاستدامة، لتسهم في نشر الوعي البيئي والصّحة والسلامة عن طريق المحاضرات والورش وأعمال المؤتمرات والنشاطات ذات العلاقة. كما لم يتوقف طموحها عند ذلك، بل أصبحت خبيرةً في إعداد وتقديم الندوات والمحاضرات والعصف الذهني، ولديها شهادات في عدّة مجالات، وما تزال شغوفة بمتابعة المزيد من الدورات العلمية في اختصاصها الوظيفي وعدد من المجالات. وتعرب الزيودي عن اعتزازها بأن يتمّ نشر مشروع تخرّجها حول تأثير الكهرباء على البكتيريا في تحليل مياه الصرف الصحي، في مجلات عالمية، وكذلك إسهامها بحصول مؤسستها على جائزة الرقابة الناعمة للبيئة المستدامة لأفضل مؤسسة في مجال البيئة، وحصولها أيضاً على شهادة «الأيزو» في مجالات الجودة والبيئة والصحة والسلامة. وترى الزيودي أنّ هذا النجاح الذي حققته في مسيرتها الوظيفية، يقابله نجاحٌ تسعى لأن تؤطّره وتسير ضمنه في مجال الكتاب والأدب الذي نشأت عليه منذ طفولتها التي اعتادت فيها قراءة الكتب ومحاولة الكتابة، فكان كتابها الأوّل حصيلة حلم رافقها منذ بواكيرها في هذه الخصوصيّة التي يفرح بها الكاتب أو الأديب عند صدور فرحته الأولى مجسّدةً في كتاب.
حافز كبير
وترى الزيودي أن ردود الفعل الإيجابية لمضمون الكتاب والاقتناع بأفكاره ستكون سبباً في المزيد من الكتب والإصدارات، مقدّمةً نصيحةً للشباب بملء الفراغ بالقراءة والاطلاع والاهتمام بجيل المؤلفين والرواد والمبدعين في مجالات يحبّونها ويرغبون في أن يسيروا خلالها، في المعارف أو الآداب أو الفنون. وتجد الزيودي أنّ مبادرات الدولة على المستوى الثقافي تشكّل حافزاً كبيراً للشباب لأن يعبّروا عن إبداعاتهم، فهم أمل الغد ومستقبله المشرق، لافتةً إلى مبادرة «شهر القراءة» ومعرض الكتاب الدولي في كلٍّ من أبوظبي والشارقة.
وتختم الزيودي بأنّ الإبداع في التأليف أو الكتابة الأدبية يحتاج من الكاتب ترتيب الوقت وكذلك المثاقفة أو الاطلاع على أكثر من منتَج معرفي أو إبداعي في موضوع الكتابة، وكذلك عدم التقوقع أو الانغلاق بعيداً عمّا تشتمل عليه الساحة المحلية والعربية والعالمية أيضاً من إبداعات ونماذج مشرقة وجميلة في هذه الحياة.