دبي (الاتحاد)

يستعدّ مركز «تشكيل» لانطلاقة موسم الخريف بافتتاح معرض «القاهرة في صور: حكاوي من هيليوبوليس»، الذي يُسلّط الضوء من منظور فني بديع للفنانة التشكيلية نورا زيد على تفاصيل غنية في العاصمة المصرية. ويقدّم المعرض تصوّراته من خلال رسوم رقمية وأخرى مرسومة باليد. ويمثل المعرض المحصِّلة العامة الثالثة عشرة لخريجي برنامج الممارسة النقدية في «تشكيل» منذ انطلاقه في عام 2014.
ويُعد المعرض المقرّر افتتاحه يوم الثلاثاء 14 سبتمبر أول معارض موسم خريف 2021 في «تشكيل» الذي ينطلق بداية الشهر القادم، وسيشتمل على رسوم توضيحية بالأبيض والأسود تعرض مشاهد من العاصمة المصرية النابضة بالحياة تدور حول موضوعات تشمل الذاكرة والسياحة والبنية التحتية وعلاقتها مع سكان المنطقة.
ويُعدّ هذا المعرض الفردي الأول للفنانة نورا زيد، وهي آخر خريجات برنامج «تشكيل» للممارسة النقدية لعام 2020. 
ورأت نورا التي تخرجت في الجامعة الأميركية في الشارقة وتعمل حالياً مصممة في «أبجد» للتصميم، أن السير في أحد شوارع القاهرة المزدحمة يُسبّب «إشباعاً غامراً للحواس» في ضوء محاولة المرء معالجة كميات هائلة من البيانات التي ترِد أمام حواسه، معتبرة أن كل شبر في المدينة، التي هي مسقط رأسها، «يتطلب اهتماماً متواصلاً لا يفتُر». 
وأضافت: «تنطلق ممارستي الفنية من الرغبة في ترسيخ علاقتي مع القاهرة من خلال المراقبة الدقيقة للمدينة. وقد أردتُ أن أجلب صخب المدينة إلى طريق مسدود مؤقت لتعميق فهمي لها».
وأوضحت أن رسوماتها «تجمّد» اللحظات الحميمة مكانياً وزمانياً، مع تبسيط المشاهد الجمالية إلى مستوى اللونين الأبيض والأسود، والسماح بتألّق نسيج المدينة المعقد، لافتة إلى أن تلاشي المباني والأشياء والأشخاص عند الابتعاد عنها، يجعلها تغدو أكثر امتزاجاً في النسيج الغني والمعقد لمناظر المدينة المصورة.
من جانبها، أكدت ليسا باليتشغار، نائب مدير «تشكيل»، أن المعرض الفني يأتي ليقول كلمته حول الجدل القائم حول مواضيع التمدّن والاقتصادات الاجتماعية والتراث والانتماء. 
وأضافت: «ترتبط قيمة التراث العمراني في مصر بالعراقة، وغالباً ما يقتصر الاحتفاء بهذا التراث على المواقع الفرعونية والإسلامية والقبطية، مع ارتباطه في الغالب بمجال السياحة. ومن هنا يأتي معرض نورا ليدعو إلى التساؤل عن نظرة سكان القاهرة إلى التراث وتعريفهم له وتفاعلهم معه، من منطقة مصر الجديدة».