محمود إسماعيل بدر (عمان)

اختيرت المخرجة والمنتجة السينمائية الأردنية ساندرا قعوار للمرة الثانية للانضمام إلى لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان «تيرانا» السينمائي الدّولي في نسخته الـ 19، والمعتمد من جوائز الأوسكار، وينظمه سنوياً المركز الوطني الألباني للتصوير السينمائي، الذي يعقد في الفترة الممتدة من 24 إلى 30 سبتمبر المقبل. 
وتتمتع قعوار صاحبة سلسلة أفلام «الواقع المرفوض» بتجربة نوعية في المشاركات «التحكيمية» في مهرجانات عالمية، منها: دلهي السينمائي الدولي 2017، وجوائز «الأيمي» التلفزيونية العالمية في نيويورك لست سنوات متتالية، و«تورنتو» السينمائي، إلى جانب حصولها على جوائز عن معظم أفلامها مثل: «ضوء»، و«نوستالجيا»، و«الخريف العربي»، فضلاً عن منحها وسام التميّز من الدرجة الثالثة، من الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، تقديراً لحضورها الفني الرفيع في المحافل الدولية، ودعم صناعة السينما في الأردن والوطن العربي.
إلى ذلك، قالت قعوار لـ «الاتحاد»: «انطلق مهرجان «تيرانا» السينمائي في العام 2002، ويشكّل أهم حدث ثقافي في مشهد الإبداع في البلقان، ويستقطب في كل نسخة منه عدداً ضخماً من السينمائيين والخبراء في صناعة الأفلام وعالم الفن السابع»، مضيفة: «انطلاق المهرجان حضورياً في هذه النسخة الاستثنائية، يمثل انتصاراً لثقافة السينما، التي كبّلتها الجائحة، وأغلقت فضاءاتها لفترة وجيزة، وإن التّجمع الذي ستصنعه هذه التظاهرة، يحملنا على القول إن صناعة السينما لا تزال بخير، طالما هناك شغف ناحية الإبداع الإنساني وحوار التجارب، ودعم الجهد الإنساني نحو الإخاء والمحبة الكونية، فهو في الواقع يبعث رسالة عالمية: أن الإبداع قادر على تجاوز التحديات والصعوبات، نحو مواجهة التطرف الفكري، ونحو إشاعة ثقافة السلام وحوار المبدعين».
وعن التحديات التي تواجهها كمنتجة وصانعة أفلام للوصول إلى مهرجانات السينما العالمية، تقول قعوار: «هناك بالطبع تحديات جمّة تواجهنا خصوصاً في الجانب الإنتاجي، وذلك يعتمد على جانب ميزانية ألأعمال المرصودة للعمل، وإن كان هذا يمكن تجاوزه في منهجية أفلام السينما المستقلة ذات الميزانيات المتقشفة، التي تصل بسهولة إلى المهرجانات الدولية، مع إنني أتمنى أن يكون هناك إمكانات أفضل لإنجاز أعمال فنية أكثر جودة وتقنية».
وتشجع قعوار، الفائزة بالجائزة الذهبية لأفضل إخراج وسيناريو في مهرجان الأردن السينمائي الثالث عن سلسلة أفلامها «الواقع المرفوض»، على منح الهيئات ذات الصلة في الأردن الشباب فرص العمل السينمائي، وتشجيع الحركة السينمائية ومشاريعها وبرامجها لإنعاش القطاع واللحاق بركب السينما العربية الرائدة، ثم العناية بأفلام الموجهة لقضايا المرأة.
وحول نهوض السينما الخليجية، أوضحت أنها لمست من خلال مشاركاتها المتعددة أن السينما الخليجية وخاصة الإماراتية تتلمس طريقها نحو العالمية بصور مختلفة، وذلك بانتقالها من مجرد صناعة حديثة العهد لتكون صناعة نوعية ضمن مفهوم اقتصاد المعرفة، مؤكدة أنها آخذة في النمو المتسارع وفق هوية واضحة.