فاطمة عطفة (أبوظبي)

ثقافة المفكر والإعلامي والرحالة جمعتها الأديبة عائشة سلطان في كتابها الجديد «هوامش في المدن والسفر والرحيل- في أدب الرحلات» الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، وقد جرت مناقشته أول أمس في جلسة افتراضية نظمها صالون «الملتقى الأدبي»، بالتعاون مع «ندوة الثقافة والعلوم بدبي»، بحضور الكاتبة وعدد من الكتاب وسيدات الملتقى ومؤسسته أسماء صديق المطوع، التي رحبت بالجميع قائلة: تشاركنا جميعاً من خلال قراءة هذا الكتاب بزيارة المدن المختلفة وخواطر الكاتبة عن السفر وجمال أدب الرحلات، حيث تقدم فيه الكاتبة وثيقة تاريخية حية، ارتبطت فيها جغرافيات عدة بشهادة رحالة امرأة من خلال موضوع ممتع وسرد شيق. 
وعبرت المؤلفة عائشة سلطان عن سعادتها بأن تكون أول مناقشة للكتاب بطبعته الجديدة في «الملتقى». وأكدت الكاتبة أن السفر بالنسبة لها هو التجسيد أو المعادل للحرية، فأنت حينما تسافر تكون أنت وتكون حراً، ونستطيع بالسفر أن نقول إلى أي درجة هذا الإنسان معتدٌّ بحريته، على أن نحمل هذه الحرية بمعناها الحقيقي، لأن الحرية أحياناً بقدر ما تكون متاحة وبالبساطة التي يراها البعض، إلا أنها عند البعض الآخر لها معنى عميق وفلسفي وهي تحدد علاقتنا بذواتنا وعلاقتنا بالآخر وبهويتنا وثقافتنا، وبكل ما نتعامل معه بالغالب، مبينة أنها أينما ذهبت كانت تعتبر نفسها تلك البنت التي نشأت في «فريج» أو حي «عيال ناصر»، بيتها كان مفتوحاً على البحر، ودائماً كانت هي وصحبها الأطفال عندما يقفون على شاطئ البحر ينظرون دائماً إلى الأفق والمراكب الصغيرة التي تبدو مراكب عملاقة إلا أنها ترسو في نهاية الأفق.
وتواصل عائشة سلطان شريط الذكريات قائلةً: كنا دائماً نسأل من القادر أن يصل إلى هذه «اللنشات»؟ ومن هناك من الناس؟ كانت هذه الأسئلة موجودة عندي، هذه البنت بقيت تطرح نفس الأسئلة، وتريد أن تعرف ماذا هناك، ما الذي يوجد في الضفة الأخرى من كل شيء، حتى في دبي هناك سفر حتى داخل المدينة، سفر في المنطقة، سفر إلى الضفة الأخرى من مدينة دبي. ولفتت سلطان إلى أن دبي تشبه القاهرة حيث يقسمها الخور إلى قسمين «ديرة وبر دبي»، كما يقسم النيل القاهرة. وتختم قائلةً: بالنسبة لي، الضفة الثانية هي مكان آخر، وفي العيد كنا نذهب إلى الجهة الثانية لنعيّد، ولكن ليس لأننا كنا نريد العيد فقط، بل أن نعرف «ماذا هناك؟» هذا السؤال يقول مَن هي عائشة سلطان.