محمد عبدالسميع (الشارقة)
يحمل المعرضان التشكيليّان «عندما أحصي لا أحد إلا أنت»، و«المطر سيكون رصاصاً إلى الأبد»، أفكاراً تقرأ صراعات الحروب وكوارثها، ليشكلا مساحةً فنيةً، وقد افتتحتهما مؤسسة الشارقة للفنون، وهما من تقييم الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، ويُضاف إليهما معرض «الشارقة- اليابان 3: هدوء غامر: العزلة والاتصال في العمارة اليابانيّة»، الذي يقرأ تأثيرات جائحة كورونا على اتصال الإنسان بعالمه الخارجي.
ويجمع معرض «المطر سيكون رصاصاً إلى الأبد»، الذي استوحى عنوانه من عمل للفنانة سيمون فتال، أعمالاً تقرأ الصراعات والحروب التي وقعت في البلدان الأصلية للفنانين، عبر استكشاف الوسائط الفنيّة ومصدر المواد، كما يتضمّن أعمالاً مختارة من معارض سابقة أو تكليفات خاصة لبيناليات الشارقة، ومقتنيات حديثة لم تعرضها المؤسسة بعد، كما يقدّم أعمالاً عرضتها مؤسسة لإيتيل عدنان، وسيمون فتال ولالا روخ، إلى جانب مجموعة مختارة من منحوتات وأعمال ورقية اقتنيت حديثاً للفنان شوقي شوكيني.
ويأخذ معرض «عندما أحصي لا أحد إلا أنت» اسمه من عمل فيديو للفنانة فريدة لاشاي، استوحته من سلسلة «كوارث الحرب» للفنان غويا، ليقدّم نظرة عميقة في الأفكار والرؤى والآراء الراديكالية عن النزعة الإنسانية، من خلال ثمانية فنانين شكلت أعمالهم جزءاً من مقتنيات مؤسسة الشارقة للفنون.
ويُقدم المعرض أعمالاً لكل من فرهاد مشيري، فريدة لاشاي، إيمان عيسى، ماندي الصايغ، ناري وارد، براجكتا بوتنيس، ربيع مروة، ورشيد أرائين، كما يشتمل على مقتنياتٍ حديثة لم تعرضها المؤسسة بعد، بالإضافة إلى أعمال من معارض سابقة أو تكليفات خاصة لبيناليات الشارقة أو لبرامج أخرى في المؤسسة.
أمّا معرض «الشارقة-اليابان 3: هدوء غامر: العزلة والاتصال في العمارة اليابانية»، فهو ثالث سلسلة رباعية من المعارض التي قيّمتها يوكو هاسيكاوا لصالح مؤسسة الشارقة للفنون، ويستعرض أفكاراً يتردد صداها في أوقات صعبة لجائحة كورونا، جعلت من البقاء في المنزل «واقعاً جديداً»، وهو ما انعكس على اتصال الناس بعالمهم الخارجي وفق مخاطر واحتمالات مجهولة.
والمعرض، الذي يعاين المشاريع المعمارية منذ القرن الثالث عشر حتى الوقت الحاضر باستثمار خصيصتي السكينة والاتصال، هو مقترح لتأمّل احتمالات الحياة وأنماط الوجود الإنساني، نحو إغناء سبل العيش والإنتاجية والفكرية، واستيعاب الخيار بين العزلة والإقصاء والاتصال كأسلوب للتفاوض.
ويستلهم المعرض شاعر القرن الثالث عشر كامو نو تشومي، في قراءة الكوخ أو المنسك وما ينطوي عليه من جوانب روحانية خفية في العمارة اليابانية، وذلك بعد تجرية شخصية له في عزلته التي كوّن خلالها كلّ هذه المساحة من التأمّل والهدوء وقراءة الأفكار.