سعد عبد الراضي  (أبوظبي)

إيزوبيل أبو الهول «أم منصور» - المديرة التنفيذية وعضو مجلس أمناء مؤسسة الإمارات للآداب- واحدة من النساء اللاتي صنعن دوراً في المشهد الثقافي بالإمارات منذ السنوات الأولى لقيام الاتحاد، ولدت إيزوبيل في مدينة كامبريدج بالمملكة المتحدة، وتلقت تعليمها الأكاديمي في جامعاتها وفي كلية إمبينجتون- دير سانت ماري، وكلية الفنون والتكنولوجيا، المعروفة حالياً بجامعة أنجليا روسيكن، ثم قدمت إلى الإمارات العربية المتحدة، لتقوم بتأسيس مشاريع ومكتبات المجرودي عام 1975 بالاشتراك مع زوجها عبد الله أبو الهول، التقيناها في هذا الحوار لتجيب على أسئلة متعلقة بالكتب والمكتبات والمشهد القرائي عموماً. 
حول دور المكتبات ومحلات بيع الكتب في ضوء تنوع مصادر المعرفة، قالت إيزوبيل: وصول الكتب للجميع مهم حتى يتمكن الناس من العثور على الكتب التي يحبونها، ويجب أن تحتوي المكتبات على مجموعات متنوعة وممتازة من كتب الأطفال، سواء كانت كتباً خيالية أو واقعية أو مصورة، أما بالنسبة للبالغين، يجب عرض أحدث الكتب الأكثر مبيعاً، والكتب المتعلقة بالأعمال التجارية والمساعدة الذاتية، بالإضافة إلى الكتب الكلاسيكية وكتب الخيال الأدبي، كما يجب أن تكون المكتبات مرحبة وودودة، ولاتقتصر على النموذج القديم الصامت المتمثل في الأرفف المتربة المليئة بالكتب المنسية منذ زمن طويل، وأضافت: من المهم أن تكون المكتبات المنزلية جسراً للأجيال لمدهم بالمعرفة. 

صمود الورقي
 أما عن قدرة الكتاب الورقي على الصمود، فأشارت إيزوبيل، قائلة: أعتقد أن الكتب الورقية ستبقى دائماً جزءاً من حياتنا، فأنا شخصياً عندما أزور منزلًا، فإن أول ما أهتم به هو مجموعة الكتب الموجودة على الأرفف، بالنسبة للأطفال الصغار، فإن التجربة المعتادة للجلوس على ركبة أحد الوالدين، والقراءة لهم، تعتبر وقتاً دافئاً ومحبباً، أتمنى أن يخصص جميع الآباء وقتًا للقراءة لأطفالهم الصغار كل يوم، وأن يوفروا مجموعة مختارة من الكتب المصورة في غرفة المعيشة وفي غرفة النوم، حتى يشجعوا أطفالهم على اختيار كتاب تنمي الحس لدى الطفل، بالإضافة إلى أنها تحسن مفرداته وفهمه للغة يوميًا، ومن خلالها سيقضي الطفل أيضًا وقتًا في النظر إلى الرسوم التوضيحية التي تحكي القصة بالصور والكلمات المعبرة عنها، كما يجب أن تتوفر في المكتبة المنزلية بعض الكتب المادية مثل كتب الطبخ، والهندسة المعمارية، والفن، والمذكرات التي تحتوي على صور، والكلاسيكيات، بالإضافة إلى الكتب المدرسية الطبية والعلمية، كما تعد الكتب الصوتية من الكتب الأكثر مبيعًا حاليًا، لأنها توفر طريقة رائعة للاستمتاع بالكتاب أثناء التنقل كما أنها ممتازة أيضًا لمتحدثي اللغة الثانية، لأنها توفر طريقة مسلية للغاية للاستمتاع بالقصة.

حياة المجرودي
 وعن تجربتها في مكتبة المجرودي، قالت: بدأت حياة المجرودي في عام 1975 وكانت تجربة رائعة بالنسبة لي، أتيحت لي الفرصة لاختيار الكتب وتقديمها للعملاء، لقد وجدت أنه من المهم جدًا الاستماع إلى العملاء وفهم ما يريدون، لقد استثمرت في برامج بيع الكتب المتخصصة حتى أتمكن من الوصول إلى أي كتاب باللغة الإنجليزية وطلبه في شكل مطبوع، وترتيب تسليمه إلى دبي، ثم كانت الخطوة التالية في التسعينيات وتمثلت في إنشاء موقع على شبكة الإنترنت، ومرة ​​أخرى كانت مكتبة المجرودي أول مكتبة في المنطقة تستثمر في التكنولوجيا، أعتقد أيضًا أن مزيج الألعاب والكتب ذات الجودة العالية صنع اسم المجرودي فكتب كهف علاء الدين للأطفال في تلك الأيام الأولى ساعد شريحة كبيرة منهم على الوقوع في حب الكتب. 

صناعة الكتب 
أما عن الفوارق بين القارئ العربي والقارئ الأوروبي، فأوضحت إيزوبيل: القارئ هو القاريء في جميع أنحاء العالم، ولكن من المهم أن يجد القراء كتبًا ممتعة بلغتهم الأم، أو نسخة مترجمة جيدًا، الفرق بين الكتب باللغتين الإنجليزية والعربية يكمن في الأرقام، فعدد الكتب المنشورة باللغة الإنجليزية ضخم وتباع بالملايين، أما النشر باللغة العربية فلا يزال غير متطور، وإذا لم يوجد استثمار كبير في التطوير والتدريب على صناعة الكتب، فلن يتسع مشهد الكتاب العربي، انظر كيف شهدنا نجاح سلسلة كتب «هاري بوتر» على مستوى العالم، وكيف أصبحت تحتل الصفحات الأولى للأخبار في كل مكان.

أجواء «كورونا» 
وعن حال الكتب والمكتبات في ظل أجواء «كورونا»، أكدت إيزوبيل: خلال فترة الوباء، تحول الجميع إلى إعادة قراءة الكلاسيكيات، بالإضافة إلى قراءة الكتب حول الصحة العقلية والمسائل الصحية وقصص السفر، لا يزال الأدب الخيالي يباع بشكل جيد للغاية، لأنه يسمح للقارئ بالهروب إلى عالم آخر، حيث تباع كتب الأطفال بشكل جيد، والوقت الذي تقضيه في المنزل كان مستخدمًا جيدًا من قبل العديد من العائلات. 

النشر في الإمارات
بخصوص اهتمام الإمارات بالنشر والطباعة، أشارت قائلة: أعتقد أن الأوقات الحالية مثيرة للغاية في الإمارات في ظل المبادرات المختلفة بكل مكان لتشجيع الكتاب والمترجمين والناشرين على رفع المعايير في صناعة الكتاب، أعتقد أن هناك طريقًا ما ينبغي أن نقطعه، ومن المهم توفير تدريبات على المهارات الأساسية المتعلقة بالطباعة والنشر، لضمان أن يكون النشر في الإمارات مميزاً ويحتل المكانة الملائمة في السباق العالمي بهذا المجال.