الشارقة (الاتحاد)
قالت فاطمة المغني الباحثة الاجتماعية والخبيرة في التراث الشعبي، إن: «نجاح الكاتب الذي يقوم بعمل اللقاء مع كبار السن لا يمكن أن ينجح إلا إذا استفز الكاتب الشخص الراوي من أجل دفعه إلى قول المزيد من المعلومات القديمة أو البعيدة جداً»، مؤكدة، في ندوة افتراضية نظمها المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في صالون الشارقة الثقافي، أن الأمانة تقتضي على الكاتب نقل المعلومة كما سمعها من الراوي حتى يمكن أن تبنى عليها معلومات جديدة أو لربطها بمعلومات أخرى.
وتطرقت المغني، في الندوة التي حملت عنوان «تجربة التأليف في التراث.. قراءة في المحتوى»، إلى المواقف التي حدثت معها أثناء أبحاثها الميدانية، موضحة، أن الصورة التي يتم التقاطها عن مكان في زمان محدد لها أبعاد فلسفية خطيرة، لأنها بطبيعتها لقطة جامدة وتلك الأبعاد الفلسفية تتوقف على صاحب اللقطة والراوي أيضاً.
وقالت المغني، إن الكاتب يحاول أن ينقل الصورة بكل أبعادها ومفرداتها إلى المتلقي، وتكون تلك الكتابة عن فترة من الأزمنة، ولا يمكن أن يتم نقل هذه الصورة أو المعلومة إلا عن طريق رواة من كبار السن.
وركز المشاركون في الندوة على تجاربهم في جمع وتحقيق التراث عبر البحث الميداني سعياً للحفاظ عليه، بالإضافة إلى دور الأسرة في ربط الأبناء بالتراث من خلال «السنع» في كل المفردات اليومية التي ترتبط بها الأسرة، بهدف خلق جيل جديد يمتلك من الوعي ما يؤهله للانطلاق إلى المستقبل.
في السياق نفسه، قالت شيخة الجابري الباحثة والمدربة في التراث إنها عملت مع الجميع ممن في الحقل التراثي بشكل عام وكلهم قدموا صورة مشرفة للعمل التراثي في البدايات، ما يؤكد أن مهنة البحث الميداني في العمل التراثي مليئة بالأسرار والمواقف التي لم تظهر للنور، ومن تلك الأسرار مواقف تعرضت لها هي شخصياً وهي في البحث الميداني بالعين وفي أبوظبي.
وأشارت إلى أن هذا العشق للتراث والماضي بكل تفاصيله كان الدافع الأول لاتجاهها نحو العمل الميداني، والجمع الممنهج لبعض مفردات التراث في الدولة.