الشارقة (الاتحاد)
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، افتتحت هيئة الشارقة للمتاحف، أمس الأربعاء، معرض «قطرة بعد قطرة تتساقط الحياة من السماء: الماء والإسلام والفنون»، الذي تنظمه، خلال الفترة من 9 يونيو، وحتى يوم 11 ديسمبر المقبل، في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية.
120 عملاً فنياً
وافتتح المعرض الشيخ خالد بن عصام القاسمي، رئيس دائرة الطيران المدني في الشارقة، وتم تدشينه بمخطوطة للآية القرآنية «وجعلنا من الماء كل شيء حي»، ثم عرض مقتنيات، تضم الأكواب والسجاد والنوافير والأواني المميزة بزخارفها، وبالقصص التي تحويها، ومجموعات مرتبطة بالماء في العالم الإسلامي، وفي حياة الناس اليومية.
ويوفر الحدث 120 مقتنىً تاريخياً وعملاً فنياً لحضارات مختلفة من متاحف عدة في إيطاليا لم يسبق عرضها خارجها من بينها مجموعة مقتنيات من المتاحف الإيطالية العامة والخاصة، ومشاركة قطع من المجموعة الدائمة من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، ومتحف الشارقة للفنون، موزعة على أربعة محاور هي: نعمة الماء والإسلام، قسم الماء والحياة اليومية، والحمام التقليدي، وقسم الحدائق.
تطورات تاريخية
يتناول المعرض الحضور القوي للماء في التراث والحضارة الإسلامية، بدءاً من ذكره في نصوص قرآنية وضعت قواعد لاستثمار الماء وتنميته وطرق الحفاظ عليه، إلى دوره في صنع حضارة ثرية بفنون العمارة والأدب والفلسفة والموسيقى، حيث يسلط الضوء على نقاط التشابه والاختلافات الثقافية والإقليمية، عبر مقتنيات معروضة.
ويستعرض الحمامات التقليدية بدلالاتها الصحية والاجتماعية، فيما يختتم رحلته بالهواء الطلق، في سياقات استثمار الماء في الهندسة الزراعية والحدائق، وصولاً إلى الأرياف والواحات، من خلال عرض صور ومُكتشفات أثرية ومخطوطات ومنمنمات، تتشابك مع التكنولوجيا والحياة العادية والفن بفضل عنصر الماء.
رسالة أمل
إلى ذلك، قال نيكولا لينر، سفير إيطاليا في دولة الإمارات: «يشرفني أن أستقبل بكل ترحاب أول معرض إيطالي إماراتي، ليمثل خطوة مهمة في طريق التعاون بين مؤسستين ثقافيتين متميزتين وكبيرتين، هما مؤسسة متاحف تورينو وهيئة الشارقة للمتاحف، ما يبعث برسالة أمل وتشجيع لبلادنا».
وأضاف «تتوطد علاقتنا مع هيئة الشارقة للمتاحف، من خلال المعرض، الذي يركز على عنصر الماء، كأحد الأصول القيمة التي يجب حمايتها، كما يضع أساس كل حضارة في العالم بناءً على ديناميكيات وأساليب نقل وتوزيع الماء».
حوار إنساني
من جانبها، قالت منال عطايا، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف: «المعرض يشكل ثمرة أول تعاون لنا مع مؤسسة متاحف تورينو، بهدف تسليط الضوء على العلاقات التاريخية التي تربط إيطاليا بالعالم الإسلامي». وأضافت: «نلتزم في الهيئة بتعزيز شراكاتنا مع المؤسسات الدولية البارزة بغية إحضار مقتنيات لم تُشاهد من قبل في دولة الإمارات والمنطقة برمتها، والتي كان لها دور محوري في تشكيل حياة البشر على مدى العصور». وشددت عطايا على التزام هيئة الشارقة للمتاحف بتعزيز سبل الحوار الثقافي، لما له من دور في تقدم الفكر الإنساني والتلاحم الاجتماعي وخلق فرص للإبداع، عب توفير الموارد المعرفية وفرص التعلم لجميع أفراد المجتمع.
سر الحياة
وبدورها، أكدت إيدا زيليو غراندي، مدير المعهد الثقافي الإيطالي - أبوظبي، أن الإسلام ركز على الماء حيث ذكرت كلمة الماء في القرآن الكريم بتنوع وتكرار، باعتباره باعثاً للحياة ومثالاً على رحمة الله، وصورة من صور عنايته وأرزاقه.
ويعد المعرض واحداً من سلسلة معارض ثرية، تنظمها هيئة الشارقة للمتاحف على مدار العام، لتعزيز الحراك الثقافي في إمارة الشارقة، تستضيف عبرها نخبة من الفنانين والمبدعين، بهدف ترسيخ دور الفنون والثقافة في الارتقاء بالحوار الحضاري الإنساني.
مقتنيات ثمينة
يقدم معرض «قطرة بعد قطرة» عبر أقسامه الأربعة مقتنيات تعكس استخدامات وفنون وثقافة وتاريخ الحضارة الإسلامية، حيث تشمل طست الملك ناصر الدين محمد بن قلاوون من مصر أو سوريا، تمت صناعته باستخدام النحاس الأصفر وتزيينه بالذهب والفضة في النصف الأول من القرن الـ8 الهجري/ الـ 14 الميلادي، وإبريقاً وطستاً كبيري الحجم مصنوعين من التومباك العثماني بوساطة النحاس المطلي بالذهب في القرن الـ13 الهجري/ الـ 19 الميلادي، وإبريقاً من البرونز يتضمن تشكيلات من البرونز، وحليات ذهبية لها شكل حيواني، تم تصميمها في الهند. وتتضمن المقتنيات التي يستعرضها الحدث كذلك كلجة (حامل جرة ماء) صُنعت في مصر خلال القرن الـ4 أو الـ5 الهجري/ الـ10 أو الـ 11 الميلادي، يرتكز على أربعة أرجل متباعدة.
ويقدم لوحة زيتية تحت عنوان «الفتى النوبي» لآرثر فون فيراريس عام 1936، وجرة بائع المياه المحمولة المصنوعة من النحاس الأصفر والخزف المنقوش تم تصميمها في مصر في القرن الـ13 هجري/ الـ 19ميلادي، وعشر مرشحات مياه مصرية الصنع تم تصميمها في القرن الـ6 الهجري/ الـ 12ميلادي، ويعرض إبريق فخاري غير مزجج يُعتقد أن تصميمه تم في سوريا أو إيران في القرن الـ7 هجري/ الـ 13 ميلادي. ويستعرض سبع فوهات نوافير صُممت في دول عربية، ولوحة حائط منسوجة بخيوط الصوف والحرير من مدينة بانيا لوكا، في البوسنة والهرسك، صممت في النصف الأول من القرن الـ 13 الهجري/ الـ19 الميلادي.
ندوة على هامش الحدث
تعقد هيئة الشارقة للمتاحف على هامش المعرض ندوة بعنوان «قطرة بعد قطرة تتساقط الحياة من السماء. الماء والإسلام والفنون»، يوم السبت الموافق 12 يونيو الجاري، في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، وتناقش الجلسة التي سيتم بثها عبر قناة اليوتيوب الخاصة بالهيئة، التطور التاريخي لدور الماء وتجسيده الإبداعي في الفنون والآثار القديمة العربية والإسلامية، متمثلة في المحاور الأربعة للمعرض: نعمة الماء والإسلام، الماء والحياة اليومية، الحمام التقليدي، والحدائق.