سعد عبد الراضي (الشارقة)

فاطمة الحمادي طفلة تبلغ من العمر عشر سنوات، عُرف عنها مذ أن كان لديها القدرة على معرفة الأشياء أنها شغوفة بقراءة القصص، وكانت صاحبة عادة ساهمت في خلق هذه الموهبة تمثلت في أنها عندما كانت تقرأ قصة تقوم بروايتها لأخوتها أو صديقتها، كما كانت تكتب بعض المواقف في صورة حوار، ومع الوقت كانت هناك بدايات بسيطة لكتابة بعض المواقف في شكل قصة، كما لوحظ عليها أنها عندما تتحدث عن موقف معين في حياتها أو أي موقف آخر تصف الموقف بشكل تركز فيه على تتابع الأحداث وصولاً إلى نهايته، وهذا ما تتطلبه كتابة القصة في وصف الأحداث بشكل دقيق ومتدرج للعنصر الزمني في سرد القصة، وبعد ملاحظة والدها الدكتور عيسي الحمادي المتخصص في العلوم القرائية  لهذا الأسلوب في فاطمة، فكر باحتضان ذلك الأسلوب التتابعي للأحداث في المواقف لديها، وتوجيهها إلى تحديد فكرة أو مشكلة وقعت لها في حياتها اليومية، ومن ثم الكتابة عنها، ولأن ذلك تزامن مع الحجر الصحي للجائحة، فكانت الأحداث تدور حول أزمتها في عرض قصتها في ظل الظروف المرتبطة بكورونا فخرجت قصتها التي وقعت عليها في مهرجان الشارقة القرائي تحمل عنواناً صادقاً معبّراً عن أول قصة لها وهو «قصتي عن بُعد»، وحولها أجرينا معها هذا اللقاء لنتعرف إلى أصغر قاصة إماراتية.

حلم المنصة
حول إطلاق اسم «قصتي عن بُعد»، قالت فاطمة: نتيجة جائحة (كوفيد-19) التي يمر بها العالم وأسلوب التعليم عن بُعد، وخلال إحدى الحصص الدراسية، كان لدي اختبار وكان الاختبار قد بدأ، ولم أحصل على رابط الاختبار والوقت يضيق، وبدء الاختبار وظهر قلقي وبكائي في تلك اللحظة، فكان اختيار هذا الحدث والموقف الأنسب لسرد أحداث ذلك الموقف وما قبله، أي منذ استيقاظي من النوم.
وعن حلم الوقوف على المنصة وهل كان السبب في كتابة قصتها، أوضحت الحمادي، قائلة: الوقوف على المنصة من الطبيعي أن يكون حلماً لأي إنسان، خاصة عندما يأتي لتتويج نجاحات معينة أو إنجازات، فبينما كان والدي يصطحبني إلى مهرجان الشارقة القرائي للطفل، لفت نظري اجتماع مجموعة من الزوار والقراء على المنصة الخاصة فحلمت أن أقف عليها، والموقف بالنسبة لي كان جديداً ككل شيء جديد، ولكن شعوري أن هذا الحفل جاء تتويجاً لجهدي وأنني قد حققت هدفي، جعل الشعور بالرهبة يتلاشى، لذلك كنت مستمتعة وواثقة ومتحفزة.
وعن أهم القصص التي قامت بقراءتها، أشارت الحمادي: قمت بقراءة قصص للأطفال لكاتبات إماراتيات، خاصة القصص التي تتعلق بالتراث، والتي تجسد الشخصيات المعروفة لدى الأطفال منها (ليلى والذئب–الخراف السبعة والذئب – ومجلة ماجد الشهرية) وبعض القصص الإنجليزية.

التأثر بالوالد
أما عن تأثرها بوالدها المتخصص في العلوم والميول القرائية، فقالت «دور والدي تمثل في تشجيعي على قراءة القصص المتنوعة، ومناقشة عناصر القصة معي عندما أنتهي من قراءتها، وشراء القصص طبقاً لميولي، وتشجيعي على كتابة بعض المواقف اليومية لتنمية مهارة الكتابة لدي، في حين تمثل دور المدرسة في الحصص الدراسية، وتوفير بعض الفعاليات، ومنها على سبيل المثال المسابقات، واصطحابي إلى معارض الكتب».
وحول طموحاتها في المستقبل، قالت: طموحاتي أن يكون لي دور وبصمة في مجال أدب القصة وقصص الأطفال، وأن أكون كاتبة إماراتية واعدة ومبدعة في أدب الأطفال والقصص، وأود هنا أن أشكر الأستاذة صالحة غابش التي تبنت قصتي وقامت بطباعتها في دار الصديقات للنشر والتوزيع.