أبوظبي (وام)

نظمت مؤسسة «خولة للفن والثقافة»، المنصة الفنية التي أسستها سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي حرم سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني في أبوظبي، لرعاية فن الخط العربي بجميع مدارسه واتجاهاته ندوة فنية افتراضية تحت عنوان «فلسفة اللون في المخطوطات العربية» وشهدت مشاركة واسعة من قبل نخبة من الخطاطين والباحثين والمتخصصين في قضايا الفن الإسلامي وفن الخط العربي. 
تناولت الندوة - التي قدمها الدكتور كريم إفراك أحمد المتخصص في علم دراسة المخطوطات - ماهية الألوان والمظاهر الجمالية التي تشغلها في صور المخطوطات وتسليط الضوء على أهمية الألوان ودورها في علم المخطوطات، واستعرضت أهم السمات الفنية للألوان في بعض المدارس التصويرية ودلالاتها التعبيرية والرمزية وبعدها الفلسفي في المخطوطات العربية. وأكدت سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي، رئيسة مؤسسة خولة للفن والثقافة أن تنظيم هذه الندوة يأتي في إطار حرص المؤسسة على تعزيز فن الخط العربي وتجسيده وإبراز جمالياته والعمل على إحيائه وتسليط الضوء على الدلالات الثقافية التي يحملها هذا الفن التراثي العريق الذي يعتبر أحد أهم مكونات الهوية العربية والإسلامية الأصيلة، وذلك في إطار رؤى وتوجيهات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، والتي تولي اهتماماً بالغاً بالتراث الثقافي العربي بأنواعه ومجالاته المختلفة انطلاقاً من أهمية التراث الثقافي في حياة الأمم ودوره الكبير في مسيرة تنمية الشعوب وترسيخ هويتها الثقافية. وأشارت سمو الشيخة خولة إلى أن اهتمام المؤسسة بفن الخط العربي لا يأتي في سياق منفصل عن اهتمامها بسائر الفنون والآداب والمعارف العربية، من خلال تنظيم المحاضرات الثقافية وعقد الورشة التدريبية التي تعنى بتزويد الشباب بمعلومات دقيقة ومفصلة عن الفنون والآداب الكلاسيكية منها والحديثة، وذلك في إطار سعي المؤسسة إلى تعزيز جهود دولة الإمارات الرامية للنهوض بالأوضاع الثقافية وتطويرها بشكل مستمر وجعل الدولة مركزاً للثقافة وحاضنة للإبداع. 
من جانبه، أشاد الدكتور كريم إفراك أحمد بمؤسسة خولة للفن والثقافة التي تسعى إلى إحياء منارات الفن والأدب والثقافة العربية بما في ذلك فن الخط العربي من خلال تنظيم ندوات ثقافية تعنى بدراسة تاريخ الخط العربي وتطوره عبر العصور وأهم مدارس الخط العربي ونشأتها وإنتاجاتها ومناهجها الفنية، منوهاً إلى أن استخدام الألوان في المخطوطات العربية جاء مع تطور فن الكتابة العربية وازدهار مدارسها، وهذا الاستخدام أضاف بعداً جمالياً وإدراكياً للمخطوطات، شمل أيضاً بعداً فلسفياً للمخطوطة جسد فيها تطور الثقافة والفكر العربي والإسلامي عبر التاريخ.