أبوظبي (الاتحاد)
تقدمت دولة الإمارات بطلب لتنظيم المؤتمر العام للمجلس الدولي للمتاحف في العام 2025، وهو أكبر فعاليات الحفاظ على التراث والمتاحف في العالم، وفقاً لرشاد بوخش، رئيس المجلس الدولي للمتاحف - فرع الإمارات، الذي أشار إلى اهتمام الدولة بالمتاحف على جميع أنواعها وتصنيفاتها.
110 متاحف
وقال بوخش في ندوة افتراضية بعنوان: «المتاحف رؤية جديدة للمستقبل»، نظمها أمس مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات: إن عدد المتاحف الحكومية الرسمية بلغ 55 متحفاً، فيما بلغ عدد المتاحف الخاصة 110 متاحف، لافتاً إلى إضافة أيقونات عالمية كمتحف اللوفر في أبوظبي، ومتحف المستقبل في دبي، وتطوير مدن تراثية قديمة في مختلف مدن الدولة وتحويلها إلى ما يشبه المتاحف المفتوحة.
وقدم بوخش، في الندوة التي أقيمت بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف الذي يصادف 18 مايو من كل عام، نبذة تعريفية عن المجلس الدولي للمتاحف (الإيكوم) وخدماته وأهدافه، كما تحدث عن «إيكوم» الإمارات بشكل خاص وعن برامجه ونشاطاته المتنوعة التي تهدف إلى ترسيخ مكانة المتاحف، باعتبارها مراكز حيوية للمجتمع الإماراتي والجماهير العالمية لتبادل المعرفة والحوار الثقافي.
تاريخ وحضارة
من جهتها، أكدت فاطمة المنصوري، مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث، أن نادي تراث الإمارات يولي قطاع المتاحف أهمية خاصة، نظراً لدوره في تعريف الأجيال بتاريخ وحضارة الأولين، ورفع مستوى الوعي التراثي والحضاري في نفوسهم. ونوهت إلى أن النادي، يمتلك متاحف تراثية وتاريخية متخصصة، مثل متحف ومعرض الشيخ زايد، ومتحف التراث الشعبي، ومتحف الأرشيف التاريخي، ومتحف التاريخ الإسلامي، التي تعد أيقونات حضارية تسهم في دعم رؤية الدولة الحضارية والثقافية.
تحول رقمي
وأكد الشرقي دهمالي، عضو المجلس الاستشاري للمجلس الدولي للمتاحف، أن جائحة كوفيد-19 طالت المتاحف، إذ اضطرت أكثر من 80% منها إلى إغلاق أبوابها لفترات زمنية متفاوتة خلال الأزمة، ولكنه أشار إلى أن مرحلة التعافي في البلدان العربية تسير بوتيرة جيدة، حيث عادت العديد من المتاحف والمواقع الأثرية لاستقبال الزوار مع تطبيق الإجراءات الاحترازية التي تفرضها الدول بسبب الجائحة. كما تطرق للحديث عن التحول الرقمي للمتاحف، مؤكداً ضرورة أخذ الحيطة والحذر عند نشر هذه المواد على مواقع الإنترنت، حيث لوحظ وجود خطورة تعتري تصميم الجولات الافتراضية بدقة عالية، خاصة أن عصابات تهريب الآثار تستغل التعرف على تفاصيل الأماكن الأثرية والمتاحف في مخططاتها سواء للسرقة أو التزييف.
رحلة إبداعية
وقدم يحيى محمود، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة الإمارات، شرحاً تفصيلياً عن المتاحف الافتراضية، ومراحل إنشائها، مشيراً إلى أن فكرة المتحف الافتراضي رحلة تفاعلية إبداعية عَلى شبكة الإِنترنت للتعرف على ما تحتويه هذه المتاحف من قطعٍ ومقتنيات فنية مختلفة، من خلال الربط بين القطع الأثرية الحقيقية، والتوثيق الرقمي لها باستخدام أحدث تقنيات الوسائط المتعددة في بيئة تفاعلية تعتمد عَلى التكنولوجيا السمعية والمرئية، ويتم فيه إيصال المعلومات بطريقة سهلة من خلال جولة افتراضية في أرجاء فضاء ثلاثي الأبعاد مشابه للمتحف الواقعي مع إمكانية الحصول على المعلومات والتعرف على مقتنيات تلك المتاحف من خلال قاعدة بيانات تتضمن البحوث والدراسات المرتبطة بتلك المقتنيات، وغير ذلك من الخدمات المتحفية المتنوعة.
متاحف مصر
وتحدث عبد الرحمن عثمان، عضو المكتب التنفيذي للجنة الدولية للمتاحف الإثنوجرافية بالمجلس الدولي للمتاحف، عن حركة التطور التي شهدتها المتاحف المصرية في السنوات الأخيرة، حيث شهدت مصر افتتاح متاحف عدة، أبرزها المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، وموكب نقل المومياوات الملكية، ومتحف شرم الشيخ. وأشار إلى أن وزارة السياحة والآثار المصرية تسعى إلى تدشين العديد من المتاحف الجديدة، لتسليط الضوء على محطات ومسارات مختلفة لتطور الحضارة المصرية، وإبراز التقدم العلمي والفني الذي وصلت إليه البلاد قديماً.
متاحف وطنية
وفي ندوة افتراضية بعنوان: «المتاحف رؤية جديدة للمستقبل» نظمها أمس الأول مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات، قالت سارة بورتوليتو، مساعد رئيس لأمين متحف اللوفر أبوظبي: إن متحف اللوفر أبوظبي يعكف منذ افتتاحه على بناء مجموعة وطنية من المقتنيات الفنية والتاريخية الخاصة بدولة الإمارات التي تربط بين الثقافات والعصور، مشيرة إلى أن المتحف يعمل على ابتكار دوره على الساحة الفنية العالمية، حيث تُعرض للجمهور رؤية مختلفة عن التاريخ تتجاوز الحدود الجغرافية. وأكدت أن المتحف سيستغل كل الإمكانات المتاحة رقمياً لغرض تعليم وتثقيف الجمهور ونشر التراث والتاريخ بمختلف صوره مع نظرة تطويرية نحو المستقبل. وقدمت بورتوليتو عرضاً تقديمياً لمشروعات أنجزها المتحف شملت زيارات افتراضية للمتحف على مختلف منصاته الإلكترونية، ومشروعات فنية تهدف إلى نشر الثقافة والفنون بين أفراد المجتمع محلياً ودولياً.