أبوظبي (الاتحاد) 

شرع الله تعالى لعباده عيداً يفرحون فيه بفطرهم بعد صيامهم، قال -صلى الله عليه وسلم-: «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ»،. فهذا فضل الله -تعالى -حينما يفرح المسلمون بالعيد، فإنهم قد أتموا صيامهم الذي افترضه عليهم، فإذا أتموا صيامهم أعتقهم من النار، فيفرحون بما أنعم الله عليهم من التوفيق إلى الطاعات، والمُسارعة إلى الخيرات.
والعيد هو شعار في الإسلام، يظهر المسلم فيه البهجة والسرور، فيتجدد للقلب حياته، وللنفس سعادتها وسرورها. فإنه شرع لهم أن يفرحوا في هذه الأيام، ويعملوا على إدخال السعادة على قلوب أبنائهم، فيسعفونهم بالكلمة الطيبة، والابتسامة الجميلة، والبشاشة الحانية. قال -تعالى-: (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ) [يونس: 58]. 
وسُنَّ للمسلمين فيه صلاة العيد، وذلك بعد انتهاء رمضان، وهي من تمام ذكر الله تعالى، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُصَلِّي فِي الأَضْحَى وَالفِطْرِ، ثُمَّ يَخْطُبُ بَعْدَ الصَّلَاةِ».
وهي سنة مؤكدة لا ينبغي لمسلم مكلف تركها، ويكون الخروج إلى مصلَّى العيد على أحسن هيئة متزيناً بما يُباح، فيلبس من الثياب أحسنها، وأن يضع من الطيب ألطفه، وذلك تأسياً بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وإظهاراً لنعمة الله -تعالى- عليه.
وقد شرع الله -تعالى- لعباده التكبير عند إكمال عدة رمضان، من غروب الشمس ليلة العيد إلى صلاة العيد، قال تعالى: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[البقرة:185].
وعن الزهري: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ، فَيُكَبِّرُ حَتَّى يَأْتِيَ الْمُصَلَّى، وَحَتَّى يَقْضِيَ الصَّلَاةَ، فَإِذَا قَضَى الصَّلَاةَ، قَطَعَ التَّكْبِيرَ، وصفته أن يقول: «الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إِلٰهَ إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد»، ويُكبر في طريقه إلى المصلى ليحصل له الدنو من الإمام، وفضل انتظار الصلاة، ويسن مخالفة الطريق، وهو أن يذهب من طريق ويرجع من أخرى، لقول جابر بن عبد الله كَانَ النبِي -صلى الله عليه وسلم- إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطريِقَ.
ويُسَن أن يأكل تمرات وتراً ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك يقطعها على وتر، حتى يميّز بين الصيام وبين الفطر، لقول أنس رضي الله عنه: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا يَغْدُو يَوْمَ الفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ».