هزاع أبو الريش (أبوظبي)

في المناسبات السعيدة تبدو المشاعر كفراشات بأجنحة الشوق تجوب في ساحات الأفئدة، حيث إن الحياة بتفاصيلها وفصولها بحاجة إلى رؤية إنسانية ملهمة تنبع من وعي ملهم يجعلنا نستشعر جمالية الوجود. هذا ما أكده معالي الأديب الدكتور مانع سعيد العتيبة، المستشار الخاص لصاحب السمو رئيس الدولة، مشيراً إلى أن الفرحة التي نستشعرها في عيد الفطر هي استكمال لفرحة الصوم، وتتويج للصائم، بعد شهر كامل يقضيه المسلم ممارساً لفروض العبادة، شاعراً بالارتياح والسرور لأنه قضى شهر الصيام في عمل دؤوب مرضياً لربه، ممارساً لشعائر دينه. قائلاً: «بالنسبة لي فشهر رمضان هو شهر العمل والإنجاز وخاصة ما يتعلق بقراءة القرآن بشكل يومي، وتأدية فروض الصلاة في أوقاتها وخاصة صلاة التراويح التي أحرص على أدائها مع عائلتي وأحياناً مع المرافقين لي والعاملين معي، كما إنني في هذا الشهر أتفرغ لإنهاء بعض الكتب والدواوين الشعرية التي تحتاج إلى التفرغ والصفاء الذهني».
وتابع معاليه: ولا أُذيعُ سِرّاً إذا قلتُ، إنني أودّع رمضان بكثير من الامتنان والحب لأنه بالنسبة لي شهر العطاء وشهر الخير وشهر التسامح والتواصل، رغم أنه يأتي وغيوم الوباء (كورونا) تغطي فضاءات التواصل وتحرمنا من اللقاءات الحميمية التي كانت تجمعنا بالأهل والأصحاب قبل الوباء. ونأمل أن يتخلص العالم منه في أقرب وقت ممكن بإذن الله تعالى.
وبالنسبة لأيام العيد، فهي فرصة جميلة للقاءات العائلية، حيث أحرص على زيارة الوالد لأهنئه بالعيد وأطبع على يده الكريمة المعطاء قبلة الطاعة والبر والمحبّة، وهذا أول ما أقوم به بعد تأدية صلاة العيد. لافتاً، بلا شكّ أن ظروف الوباء التي نمر بها حرمتنا من زيارة القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة لتقديم التهنئة كما كنا نفعل كل عام قبل الجائحة، ولكن ينوب الهاتف عن الحضور فتصل التهاني إلى أصحاب السمو رئيس الدولة ونائبه وولي عهده، وإلى جميع أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد. وألتقي جميع أفراد الأسرة على غداء العيد وتعم الفرحة لدى الجميع، رغم الالتزام بالاحتياط ووضع الكمامات والتباعد، حتى لا نفسد الفرحة بعدوى «كورونا» وحتى نسهم فعلياً في الخلاص من هذا الوباء المزعج.
وأشار معاليه إلى أن في هذه الأيام المباركة هناك لحظات روحانية تسكن في داخلنا، وهناك رابط متصل بيني وبين هذه الأيام الفضيلة، لأن مولدي كان في ليلة القدر وبالتحديد في السابع والعشرين منه، وكثير من قصائدي ولدت في هذا الشهر، فملحمتي الشعرية نهج البردة ولدت في السابع والعشرين من رمضان عام 1420 للهجرة الموافق للرابع من يناير 2000 ميلادية. مؤكداً، أن في دواويني الشعرية جاءت قصائد شهر الصيام جميعها تفوح بعطر الروح وتسلم طاعة القلب واللسان للخالق العظيم وتسير على نهج كتاب الله وسنته بكل إيمان وصدق ومحبّة.
واختتم معاليه حديثه لـ«الاتحاد» موصياً الشباب بالجد والاجتهاد، وأن الأدب والفن بمختلف فروعه ما هو إلا مرايا تعكس ما في داخل الأدباء والشعراء والفنانين، وحتى يكون الداخل جميلاً مبدعاً، على الشباب التسلح بالعلم والثقافة، والقراءة هي الطريق الوحيد للحصول على هذا السلاح المهم. الموهبة وحدها لا تكفي، فلابدّ من صقل الموهبة بالاطلاع والقراءة والتزود بالقيم الإنسانية السامية.