أبوظبي (الاتحاد) 

الصحابية الجليلة أم عطية الأنصارية، هي نَسِيْبَةُ بِنْتُ الحَارِثِ وَقِيْلَ: نَسِيْبَةُ بِنْتُ كَعْبٍ، وهي صحابية جليلة من كبار نساء الصحابة، وهي من الصَّحَابَيات الفقيهَات، لَهَا عِدَّةُ أَحَادِيث، وروى عنها عدد من التابعين، وَهِيَ الَّتِي غَسَّلَتْ زَيْنَبَ بِنْتَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت تسافر مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين يخرج مع أصحابه لتقوم على رعايتهم، وتوفيت في حُدُوْدِ سَنَةِ سَبْعِينَ.
كانت أُمّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها أنموذجاً للمرأة النشيطة التي تحرص على التعلم، وكانت تأخذ التوجيهات من النبي وتبلغها للنساء وتقوم على تنفيذها معهن، ومن ذلك ما يتعلق بحضور النساء لصلاة العيد وكيفية حضورهن، وكانوا يرجعون إليها عند الاختلاف في شيء، فعَنْ حفْصَةَ، قَالَتْ: كُنَّا نَمْنَعُ عَوَاتِقَنَا أَنْ يَخْرُجْنَ فِي العِيدَيْنِ، فَقَدِمَتِ امْرَأَةٌ فَحَدَّثَتْ عَنْ أُخْتِهَا، وَكَانَ زَوْجُ أُخْتِهَا يرافق النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفره، وَكَانَتْ أُخْتِها مَعَهُ، قَالَتْ: كُنَّا نُدَاوِي الكَلْمَى، وَنَقُومُ عَلَى المَرْضَى، فَسَأَلَتْ أُخْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعَلَى إِحْدَانَا بَأْسٌ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهَا جِلْبَابٌ أَنْ لاَ تَخْرُجَ؟ قَالَ: «لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا وَلْتَشْهَدِ الخَيْرَ وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ»، فَلَمَّا قَدِمَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ، سَأَلْتُهَا أَسَمِعْتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: بِأَبِي، نَعَمْ، وَكَانَتْ لاَ تَذْكُرُهُ إِلَّا قَالَتْ: بِأَبِي، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «يَخْرُجُ العَوَاتِقُ وَذَوَاتُ الخُدُورِ، أَوِ العَوَاتِقُ ذَوَاتُ الخُدُورِ، وَالحُيَّضُ، وَلْيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُؤْمِنِينَ، وَيَعْتَزِلُ الحُيَّضُ المُصَلَّى». وكذلك تكفين الموتى منهن، كما كانت تبادر إلى العمل التطوعي فقد قَالَتْ: سافرتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحبه- سَبْعَ مراتٍ فَكُنْتُ أَصْنَعُ لَهُمْ طَعَامَهُمْ وَأَخْلُفُهُمْ فِي رِحَالِهِمْ وَأُدَاوِي الْمَرْضَى وَأَقُومُ عَلَى رعايتهم، ونقلت أم عطية ما أخذته من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم إلى كثير من فقهاء التابعين الذين اعتمدوا بعد ذلك على أحاديثها فيما يتعلق بأحكام النساء.