نوف الموسى (دبي) 

حضرت لوحة للزعيم الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا تمثل طائر سنونو يحلق منساباً مع حركة الرياح في السماء في إشارة إلى التحول في مسيرته النضالية، في المزاد الفني الخيري العالمي الذي عقد مؤخراً لدعم حملة 100 مليون وجبة، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بهدف توفير الدعم الغذائي للمحتاجين من الأفراد والأسر المتعففة في 20 دولة خلال شهر رمضان.
وتبدو اللوحة وكأنها صوتٌ للإنسانية في توحدها، وفقاً لسارة النعيمي، مدير إدارة في مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية ـ ممثلةً القائمين على الحدث ـ وأضافت: «الفن بمقدوره أن يُلهم العالم بوحدة تجربتنا الإنسانية، وهو في الحقيقة تقدير للحظة الإلهام تلك، التي يتبادلها الفنانون مع المقتنين، وصولاً إلى المجتمعات الفنية والعالم». 
ويُقال إن طائر السنونو، يُبشر بفصل الربيع، وفي تأملات الشاعر العربي الراحل محمود درويش يقول: «أَنا حُلُمي. كُلَّما ضاقت الأرضُ وَسَّعْتُها بجناح سُنُونُوَّةٍ واتسعْتُ»، وبذلك يَرسم درويش حرية نوسعها عبر الاختيار أن نكون أحراراً، كرؤية مانديلا لـ «جزيرة روبن»، تلك التي قضى فيها نحو 18 عاماً أسيراً من قبل نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، بأنها احتفال بالنضال ورمز لأرقى صفات الروح الإنسانية، وليست نصباً تذكارياً للاستبداد الوحشي. ويذكر أن نظام «الفصل العنصري» حكمت من خلاله الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا من عام 1948 حتى تم إلغاؤه بين الأعوام 1990 و1993. 
وتعيد لوحة «السنونو بالأبيض والأسود»، اكتشاف مجموعة أعمال مانديلا، وأبعادها الفنية والإنسانية، والتي تحتفي بها «House of Mandela» ومن بينها «سلسلة الكفاح»، التي اعتبرها مانديلا رسومات لا تتعلق بحياته بقدر ما تتعلق ببلده، رسم فيها يديه، لأنه يراهما أداة قوة، بإمكانها أن تؤذي أو تشفي أو تعاقب. وفي سلسلة «الرموز»، رسم مانديلا يدوياً الرموز التي تصور عناصر مختلفة تتكون منها حياته وقصته وبلده. و«الانطباعات» التي قدم فيها مانديلا أعمالاً لبيان أبعاد جنوب أفريقيا حرة، واعتبارها رمزًا للأمل وللناس المضطهدين في العالم. 
ومن بين أهم المجموعات الفنية لمانديلا رسومات عكست وقت سجنه في «جزيرة روبن»، وعن الدافع لرسمها قال: «صحيح أن جزيرة روبن كانت ذات يوم مكاناً للظلام، ولكن من هذا الظلام جاء سطوع رائع، ضوء قوي لدرجة أنه لا يمكن إخفاؤه خلف جدران السجن، أو حجبه عن طريق قضبان السجن أو تطويقه بالبحر المحيط. في هذه الرسومات، حاولت تلوين الجزيرة بطرق تعكس الضوء الإيجابي الذي أراه من خلاله، وهذا ما أود مشاركته مع الناس في جميع أنحاء العالم».