الشارقة (الاتحاد)- نظّمت مبادرة «ألف عنوان وعنوان» مؤخراً جلسة تعارف في «بيت الحكمة»، جمعت نحو 22 مشاركاً من ناشرين وكتاب، ورسامين، وأصحاب الشأن في صناعة المحتوى الإبداعي، لمناقشة آفاق وجهود تطوير إنتاج الإصدارات الإبداعية.
واستعرض المشاركون خلال الجلسة مجموعة من أعمالهم، وناقشوا محاور متعلقة بصناعة الكتاب وأثر العلاقة التي تجمع المؤلف والرسام والناشر في توفير كتب ذات مضامين وجودة عالية، كما سلطت الجلسة الضوء على واقع النشر المحلي والعربي، خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا وتبعاته، وسبل تشجيع الاستثمار في الصناعات الأدبية.
وقالت مجد الشحي، مديرة مبادرة «ألف عنوان وعنوان»: «تسهم هذه اللقاءات في فتح المجال أمام الكتاب والرسامين للتحاور بهدف الارتقاء بخبراتهم ومعارفهم، كما تسمح في الوصول إلى رؤى جديدة تخدم صناعة المحتوى الإبداعي وتثريه، سواء على صعيد الكتاب أو الرسم، أو حتى بالمعايير والقوانين الخاصة بقضايا النشر».
وأشارت إلى أن المبادرة تحرص على أن تطور قدراتهم وخبراتهم، وتزوّدهم بما يلزم من أجل تقديم مواد إبداعية ذات جودة ومضمون، لافتة إلى أن المبادرة تسعى لأن تثري المكتبات المحلية والعربية بإصدارات جديدة ونوعية.

  • مشاركون في الجلسة

وأكدت الكاتبة الإماراتية فاطمة العليلي أن تنظيم مثل هذه الجلسات يسهم في تزويد الكاتب بخبرات ومهارات متعلقة بقضايا النشر وحقوق التأليف، موضحة أن حشد الكتّاب والرسامين والناشرين، وإتاحة المجال لهم للنقاش وطرح الأفكار، يخدم حاضر صناعة الكتاب ومستقبله.
وقالت: «ناقشنا في الجلسة قضايا الصناعة الإبداعية التي تقوم على شراكة جميع الأطراف للوصول إلى إنتاج كتب تخدم النهوض بفكر ووعي المجتمع».
وقالت عفراء محمود، الشريك والمؤسس لمكتبة ومنشورات «غاف»: «ساهمت هذه الجلسة الثرية في تقريب المسافة بيننا وبين الكتّاب والرسامين، وأطلعتنا على تجاربهم وخبراتهم، وهذا أمر مهم بالنسبة لنا كدار نشر جديدة نسعى لأن نصل إلى مستوى واعد من التعاون والشراكة مع الجميع لإصدار مؤلفات نوعية في المستقبل»، لافتة إلى أن تنظيم مثل هذه الجلسات يعود بالنفع على الناشر والكاتب والرسام، ويتيح تبادل الخبرات والمعارف التي ترتقي بقطاع صناعة الكتاب.
وأثناء جلسة تعارف نظمتها مبادرة «ألف عنوان وعنوان»، قال الرسّام الإماراتي عيسى النعيمي: «تعرفت خلال مشاركتي في الجلسة على دور النشر المحلية المعنية بإصدار ونشر الكتب المصورة الموجهة للأطفال، حيث استمعت لطبيعة عملهم والإجراءات التي يتبعونها».
وتابع: «أنا رسّام كتب أطفال، وهذه مهنة صعبة، فأنت تترك بين يدي الطفل سبباً لينطلق بخياله صوب عوالم رحبة، لهذا عليك أن تراعي الدقة، وأن تكون موضوعياً، وذا طرح سليم ينهض بهذا الخيال ويعزّزه بخيارات معرفية، لهذا فالمسألة ليست سهلة، بل تتطلب جهداً كبيراً وإيماناً بأن العمل الذي يقوم به الرسام، إلى جانب أنه فنّ، فهو مسؤولية تجاه جيل بأكمله عليه أن يصونها».