نوف الموسى (دبي)
حضور أعمال الفنان حسين شريف في أول عرض عالمي بـ «آرت دبي»، يطرح مجدداً الأدوار الجوهرية التي تلعبها الفضاءات الفنية العالمية في إثراء التجارب المحلية، من خلال فتح مساحات حوار نوعية، والبحث عن أفق استثنائية للمزيد من التصورات فيما يشكله الفن المفاهيمي وأبعاده في الوعي المجتمعي، مثل تلك الأجساد المفرغة من الجلد وتفاصيلها الحيوية، وحتى الذاكرة المصنوعة من الأسلاك المستخدمة في التشييد، وجاءت الأجساد كمجموعة أشخاص يجلسون بوضعيات تأملية في «سلوى زيدان» غاليري، توازيها لوحات ذات تكرار لا نهائي للخطوط التي تتحرك هي الأخرى ضمن تشكلات متسقة في عوالمها، يقول عنها الفنان حسين شريف لـ «الاتحاد»: «قد يصل تكرار الأشكال إلى ألف وأكثر، فالتكرار يضفي استمرارية، وتلك الأسلاك تمثل مادة أساسية في بناء المدن، ومتوافرة ومطواعة، وتفريغ الأجساد عبرها إنما يُهدي عمقاً بصرياً للعمل».
ويستمر شريف في سرد الحالة داخل العمل الفني، التي تدفع الشخص إليها، موضحاً أنه في العمل على تلك الخطوط والمربعات التي تأخذ شكلاً معيناً، يحدث خطأ في التلاصق والمسافات بينها، ما ينتج شكلاً مختلفاً لتلعب الصدفة دوراً مهماً في العمل الفني، إلى ذلك يقول: «علينا أن نحافظ على لحظة الصدفة في تشكيل العمل الفني، لأنها تدخل في تشكيل وجودنا، وحتى الخطأ نتركه أحياناً في العمل الفني، لأن بعض الأخطاء البسيطة تؤكد مدى صحتنا».
وعن أعماله المعروضة في «آرت دبي»، يقول: إنها «مجموعة من أعمال الكولاج بوصفها أرق من الأعمال اليدوية التي تتطلب تقطيعاً وغيره، ويُلاحظ فيها التدرجات اللونية البصرية، والاهتمام بالصورة، فتداخل لك الأجزاء وتداخلاتها جزء من البيئة المحيطة، وتعطي بعداً آخر للقصص فيها. وتابع: «سعيد جداً بالمشاركة في معرض «آرت دبي»، والمستوى العالمي الذي وصلت له العديد من الأعمال الفنية في الخليج، أبرزها الفنانون المشاركون من المملكة العربية السعودية».
وفي حديثه عن أخيه الفنان القدير الراحل حسن شريف، يوضح أن التأثر به نتيجة الارتباط الذي كان يجمعهما، كونه كان مشجعاً وصارماً في رؤيته لطبيعة الأعمال، مشيراً إلى أن النقد في حواراته المستمرة مع أخيه، لا تذهب للوحة بقدر ما كانت تنصب على الواقع الفني بشكل عام.