محمد البلوشي (الاتحاد)
استلهم معرض «أرضية مشتركة»، الذي نظمه مركز القطارة للفنون في العين، التابع لدائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، أفكاره من وحي معرض «القصر الأحمر» للفنان الأمير سلطان بن فهد بن ناصر آل سعود، الذي تناقش إبداعاته فصولاً من تاريخ المملكة العربية السعودية عبر وسائط تتضمن الفيديو والنحت والمخططات الفوتوغرامية والأعمال التركيبية. ويعكس «أرضية مشتركة» أفكار «القصر الأحمر»، ويبرز المشتركات التراثية والثقافية بين دولة الإمارات والسعودية برؤية معاصرة، من خلال أعمال فنانين إماراتيين.
وعن عمل الشهداء، يقول الفنان الإماراتي سعود الظاهري: «كان خبر استشهاد جنودنا البواسل في ميادين الواجب أحد أكثر الأخبار المأساوية التي تلقيتها طيلة مدة خدمتي الوطنية التي امتدت عاماً كاملاً، وكان وقع هذه الأخبار مؤثراً في كل بيت في جميع أنحاء دولة الإمارات.. ويرمز العملان الفنيّان لأثر الأخبار علينا عند ورود أخبار استشهادهم». ويتكون العمل التركيبي من خريطة دولة الإمارات، مستوحاة من الزي العسكري المموه، مع أشكال مضغوطة وملونة لجنود تمثل الأرواح الطاهرة التي بذلت نفسها خدمة للوطن. بالإضافة إلى عمل ثلاثي الأبعاد على شكل أذن مصنوع من الطين والشمع الهندي الخارج من الأذن الداخلية، في إشارة إلى تأثير سماع الأخبار.
وعن عملها المكون من وسائط مختلفة وفيديو، قالت الفنانة الإماراتية مريم السويدي: «استوحيت فكرة هذا التركيب من طريقة تناول الطعام التقليدية، حيث نأكل في طبقٍ واحد مع الشخص الجالس بجوارنا»، موضحة: العمل التركيبي عبارة عن منطقة جلوس حديثة بها جهاز عرض يظهر مقطع فيديو مكرراً لأشخاص يتناولون الطعام من طبق واحد على قطعة تضعها تحت الطبق تعرف باسم «السرود».
وشارك الفنانون خالد التميمي وغانم يونس وسارة العضايلة بعمل «أفق، 2019»، وعنه قالوا: يسلط «أفق» الضوء على مركز دبي التجاري العالمي باعتباره رمزاً لمرحلة.. وللاحتفال بتراثها كرمز لهذه الفترة»، لافتين إلى أنه «عند التأمل في العناصر الهندسية للمبنى ودراسة شكله، تنكشف طبقات المبنى، ويتضح غرضه الجوهري الذي يتمثل في انعكاس مضي الدولة إلى الأمام وتحقيق ما كان يعتبره كثيرون مستحيلاً».
وحول عمله الفني في المعرض «اللماد، 2020»، قال أحمد الظاهري: اعتمدت المجتمعات في دولة الإمارات على الزراعة في عملها وعيشها لمدة طويلة من الزمن قبل بدء المرحلة الصناعية. وشكل نظام الري بالأفلاج أساس هذه المتجمعات. ويتطلب هذا النظام أداة فلكية تدعى «اللماد» أو «العالم» أو «صن ديلي» والتي يستند إليها الاقتصاد ككل نظراً لحفاظها على توازنه بشكل ملائم. ويعكس هذا العمل الفني التحول الذي مرت به هذه المجتمعات».
وعن عملها، قالت روضة الشامسي: «أكثر ما نهتم به في دولة الإمارات عند تناول وجبة العشاء هو الروائح المختلفة المصاحبة له، سواء كانت رائحة الطعام أو البخور أو القهوة أو العطور»، موضحة: «استوحيت فكرة هذا العمل الفني التفاعلي من رائحة العشاء. فقد وضع عند كل مقعد فنجان يحتوي على مكون يعطي وجبة العشاء رائحتها الاستثنائية».