أبوظبي (الاتحاد)

انطلقت أمس الأول، المنافسة في المرحلة الثانية من برنامج «أمير الشعراء»، الذي تنتجه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وأسفر تصويت المشاهدين للشعراء الذين لم يتأهلوا بقرار لجنة التحكيم خلال الحلقة الماضية، عن تأهل السعودي سلطان الضيط بعد حصوله على87 %‎، والأميركي ضيف الله جالو بحصوله على49‎ ‎ %، إلى المرحلة الثانية من مشوار المنافسة في أمير الشعراء، ليرتفع عدد الشعراء الذي تأهلوا للمرحلة الثانية إلى 15. كما شهدت الحلقة تأهل المغربي عمر الراجي بقرار لجنة التحكيم، بعد حصوله على 48 درجة، ليكون بذلك أول المتأهلين إلى المرحلة الثالثة من البرنامج، وصولاً إلى «البردة»، الجائزة الكبرى.

آلية جديدة
وأعلنت لجنة التحكيم التي تضم الدكتور علي بن تميم، والدكتور صلاح فضل، والدكتور عبدالملك مرتاض، عن آلية المرحلة الثانية من البرنامج، موضحة أن المرحلة الحديدة ‏تتكون من ثلاث حلقات، وفي كل حلقة يتنافس 5 شعراء، حيث يتأهل شاعران منهم، واحد بقرار لجنة التحكيم (50 درجة)، وواحد بتصويت الجمهور (50 درجة).
ويكون التقييم في الحلقة من خلال مرورين لكل شاعر، في الأول يقدم قصيدة ‏مقفاة وموزونة وحرة الموضوع تتكون من ثمانية إلى 10 أبيات، أو قصيدة تفعيلة مكونة من 15 إلى 18 مقطعاً، أما في الثاني فيكتب 5 أبيات مجاراة على القافية والوزن نفسهما لقصيدة من اختيار اللجنة لشاعر من كبار شعراء العرب.

5 شعراء
وانطلقت المرحلة الثالثة مع اللبنانية حنان فرفور، التي ألقت قصيدة بعنوان «رفیفٌ خارج السّور»، قالت اللجنة إنها تمتلك خيالاً ولغةً ثريتين، وتملك قافية منسابة وصوراً راقية، مشيرة إلى أن ما قدمته من شعر في المرحلة الأولى أرقى موضوعاً.
أما ثاني نجومِ الأمسية، المغربي عمر الراجي، فألقى قصيدة بعنوان «رُؤىً لِحدائِقِ القمَر»، أكدت اللجنة أنها قادرة على التصوير وبناء مجازاتها الخاصة بها، ولغتها الشعرية جميلة وموحية، وتتضمن رموزاً خصبة وفيها لون من الفكر الشعري العميق.
وألقى السعودي محمد التركي قصيدة تحمل عنوان «منكشفاً على العتبات»، قالت اللجنة: إن فيها نفحة صوفية جميلة، وتجمع عالماً غنياً بالإشارات والمقامات، مشيرة إلى أن التكرار أثر على القصيدة، وأن ذلك كان واضحاً من خلال كلمة «خذني». ثم أنشد الموريتاني محمد المامي قصيدة بعنوان «الموريسكي»، حيث أثنت لجنة التحكيم على أداء الشاعر وكتابته قصيدة تفعيلة جزلة، إلا أنها قالت: إن بعض التعابير في القصيدة كانت «غامضة».
بعد ذلك، ألقت السورية هبه شريقي قصيدة بعنوان «بكاءٌ على أطلالِ الفرَح»، رأت اللجنة أنها قدمت منظوراً درامياً حقيقياً، ومثلت صوتاً أنثوياً حزيناً إلا أنه جميل، مشيرة إلى أن توظيف بعض الكلمات في القصيدة، وخصوصاً العامية منها، كان «غير موفق».

المرور الثاني
شاعر الأمسية في فقرة المجاراة، هو العلامة الأندلسي محمد بن عبدالله السلماني، الذي اشتهر باسم «لسان الدين بن الخطيب»، والذي كان فيلسوفاً ومؤرخاً وفقيهاً وطبيباً وسياسياً وشاعراً من أبرع شعراء عصره، كتب قصيدة من أروع الغزل، وعلى الرغم من أن الجميع اعتقد أنها كتبت لحبيبته، فإنها في الواقع وصفٌ لحاله مع مرضه، فوصف عذابه منه وصفاً رائعاً، فقال: 
 «جَاءَتْ مُعَذِّبَتِي فِي غَيْهَبِ الغَسَقِ 
 كَأنَّهَا الكَوْكَبُ الدُرِيُّ فِي الأُفُقِ 
 فَقُلْتُ نَوَّرْتِنِي يَا خَيْرَ زَائِرَةٍ 
 أمَا خَشِيتِ مِنَ الحُرَّاسِ فِي الطُّرُقِ 
 فَجَاوَبَتْنِي وَدَمْعُ العَيْنِ يَسْبِقُهَا 
 مَنْ يَرْكَبِ البَحْرَ لا يَخْشَى مِنَ الغَرَقِ»
وكتب الشعراء الخمسة 5 أبيات مجاراة للقصيدة المختارة على القافية والوزن نفسيهما، وقدموها أمام أعضاء لجنة التحكيم، وبدورها قامت اللجنة بتقييم الأبيات ونقدها وفق معايير دقيقة. 
وقالت الفنانة شذى حسون، التي قدمت عبر إطلالتها على مسرح شاطئ الراحة، موشحاً تراثياً بعنوان «لما بدا يتثنى»، إن للفنان العربي دوراً في إحياءِ الشعرِ الفصيح والموشحاتِ التراثية، وإن ذلك له دور كبير في ربطِ الأجيال الحالية بها. كما قدمت أغنية عراقية تراثية خلال إطلالتها الثانية.

20 مليون مشاهدة عبر «تيك توك»
حصد وسم #أمير_الشعراء أكثر من 20 مليون مشاهدة عبر منصة «تيك توك»، وشهدت المنصة تفاعلاً كبيراً مع التحدي الذي أطلقه البرنامج لمتابعيها، ويستهدف أصحاب المواهب الشعرية (شعراً أو إلقاء)، ومنحهم فرصة لإبراز مواهبهم من خلال مشاركة تسجيل أبيات شعرية من قصائدهم بأصواتهم، أو إلقاء أبيات شعرية من قصائد أحد الشعراء، مصحوبة بوسم #أمير_الشعراء، وتم تخصيص جائزة أسبوعية قيمة للفائزين في التحدي.