محمد عبدالسميع (الشارقة)
ناقشت جلسة افتراضية نظمها أمس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الافتراضيّة - فرع دبي، بعنوان «واقع أدب الخيال في عالمنا العربي»، مفهوم أدب اليافعين، والتصنيف اللاحق للأدب، وعراقة الخيال العلمي في ستينيات القرن الماضي وخمسينيّاته، واستهداف المتلقي بجودة عالية تبنى على هذا الخيال، في ظلّ صورة إيجابيّة رأى ضيوف الندوة أنّها تعزز فوائده كمنجز إنساني، وليس أدباً دونيّاً، مؤكّدين أنّ الخيال العلمي إن لم يكن مشوباً بالمشاعر والأحاسيس، فهو ليس غير توثيق جاف للمستقبل.
وأكد المشاركون أنّ الخيال يحمل المعرفة أيضاً، ويثمر عن فلسفة تقرأ الوجود الإنساني والمفردات المتعلقة بالإنسان وتحفزنا على التفكير فيما نراه، فهو أكثر إثارة وفيه معانٍ أشبه بما تتضمّنه اللوحة التشكيليّة التي تقدّم المتعة في التلقي، وفي الوقت ذاته تشبع ذائقة المتلقي وتدعوه إلى التفكير بما تتيحه من عوالم وطروحات.
ونبّهت الجلسة، التي تناولت روايات عالميّة وعربيّة ونصوصاً ذكيّة في محتواها، إلى خطر ما يحمله ربط الخيال العلمي باليافعين، انطلاقاً من أنّه قليل الأهميّة، ما يؤشر على التعامل مع الأطفال على أنّهم دون مستوى الكبار في فهمهم وتلقيهم، مع أنّ روايات ناضجة كان الجيل السابق يقرأها في أعمار مبكّرة وصُنّفت اليوم على أنّها أعمال خيال علمي.
وحذّرت الجلسة من أن يموت الطفل الذي بداخل الإنسان العربيّ، لأنّه يحفزه على الحياة والحركة والتقصّي والفرح بالكشف. وتطرقت المداخلات إلى أهميّة «مسبار الأمل» وما يخلقه من أجواء متفائلة لعالم الطفل العربي ووقع جيّد على نفسية الإنسان العربي وثقة ببلوغ ما كان مستحيلاً.
وتمّ تسليط الضّوء على أعمال ضيفي الجلسة، ومنها الكتاب المصوّر «أجوان» للكاتبة الإماراتية نورة النومان، ورواية «الفيل الأزرق» للكاتب المصري أحمد مراد، كما تمّت الإشارة إلى أعمال عالميّة لبورخيس وأدجار آلان بو وشكسبير تحمل معنى الخيال كعنصر محفّز وضروري لاستمرار الحياة.