نوف الموسى (دبي)
ناقشت الروائية والكاتبة التركية أليف شافاك، عبر حوار افتراضي، ضمن فعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب، التفاصيل المشتركة بين كتابيها: «10 دقائق و38 ثانية في هذا العالم الغريب»، و«كيف تبقى عاقلاً في عصر الانقسام»، رغم اختلافهما في مضامين الشكل السردي، وجاء التحدي الأبرز كما أوضحت أليف شافاك في كتابها: «10 دقائق و38 ثانية في هذا العالم الغريب» في موت الشخصية الرئيسية «ليلى تيكيلا»، المرتكز على دراسات علمية، وهي أنه بعد توقف قلب الإنسان، فإن الدماغ البشري يبقى نشطاً لدقائق، قد تصل إلى 10 دقائق! وبالنسبة لها ككاتبة فهذا يعد لغزاً، ويطرح سؤالاً حول الجزء المتعلق بالذاكرة الطويلة، وما قد يتذكره الأموات بعد توقف النبضة الأخيرة للقلب، موضحة أنه من خلال ذاكرة «ليلى»، فإننا نعود إلى ماضيها وقصص أصدقائها وكذلك ذاكرة المكان، المرتبطة بشكل أساسي بحواسنا البشرية، قائلةً: «في الحقيقة، عمل الذاكرة مرتبط بالأحداث ذات المكون الشعوري والعاطفي، فأحياناً لحظة غمس البسكويت في كوب الحليب، قد تعود بك إلى ذاكرة طفولية، مليئة بالتفاصيل الحسية».
تـثمين التنوع
واعتبرت الكاتبة أليف شافاك، أن على المرأة أن تتساءل دائماً، فيما يتعلق بحقوقها، وخاصةً أننا أمام إشكالية رؤيتنا لما يعنيه «التنوع الإنساني»، فكثير من الناس قد يعيشون حياة صعبة لاختلافهم سواء على مستوى مظهرهم، أو لون بشرتهم، وهويتهم الجندرية وخلفيتهم الدينية والثقافية، وبالنسبة لها ككاتبة يعنيها أن تشرح ذلك التنوع، وترى أنه يجب أن نحتفي به، فهو أمر لا يحصل في المنطقة ودول معينة فقط، بل بدأت تلاحظه أيضاً في العديد من النقاشات في أوروبا، ما يتحتم معه رفع مستوى الوعي العام بذلك، وتعزيز ثقافة احترام التنوع.
وهْم المعرفة
واستطردت الكاتبة أليف شافاك قائلة إن «الحياة مرحلة تعلم مستمرة، ودائماً ما أسأل متى آخر مرة قلت فيها لا أعرف»! وهنا تتحدث عما تسميه مسألة وهْم المعرفة، واعتقاد بعض الناس بأنهم يعرفون لمجرد أنهم قد يحصلون على المعلومة من «جوجل» في ثوانٍ معدودة، فهي ترى أن المعرفة تحتاج أولاً إلى أن نهدأ وننتبه ونركز، وتتطلب كتباً وسارِدين للقصص، والاستماع للآخرين دونما إطلاق أحكام، مضيفة أنها مهتمة جداً بمسألة «المساواة»، فهذا موضوع مهم بالنسبة لها، لأن عدم المساواة تسبب في إحداث فجوة ضخمة بين البشر، وخاصة أننا نعيش في هذه اللحظة التاريخية الفارقة المثقلة بالأزمات والتحديات العالمية، ولاحظنا كيف أن فيروساً قادماً من منطقة معينة في العالم أثر على جل تفاصيل الحياة في العالم بأكمله.
ثقافة الاختلاف
وفيما يتعلق بكتابها «كيف تبقى عاقلاً في عصر الانقسام»، قالت أليف شافاك: إن علينا كمواطنين عالميين وإنسانيين أن نسأل أنفسنا عما إن كنا جميعاً قد طرحنا نفس الأسئلة، وفكرنا بذات الطريقة، وارتدينا الملابس نفسها، وصوتنا بنفس الأسلوب، وقرأنا الكتب ذاتها، وشاهدنا نفس قنوات «اليوتيوب»، وأصبح مصدر المعلومة بالنسبة لنا من ذات المكان، ومع ذلك فهناك بالتأكيد أمر علينا أن ننتبه له، فنحن عادة نتعلم من ثقافة الاختلاف، وهو ما يجعلنا نحضر أناساً من مختلف الخلفيات ليسردوا علينا قصصهم، ونجعلهم يتحدثون معاً ويتّحدون، ليساعدوا بعضهم بعضاً، ما يحتاج منّا أن نعيد تعريف «التنوع»، ونكون منفتحين للتعلم، وهذا أمر افتُـقد بعض الشيء، وخاصة في زمن مواقع التواصل الاجتماعي.