فاطمة عطفة (أبوظبي)

ثقافة الشاي وطقوسها التقليدية العريقة في اليابان كانت موضوع جلسة افتراضية نظمها «اتحاد كتاب وأدباء الإمارات - فرع أبوظبي، بحضور الكاتب حارب الظاهري، رئيس الهيئة الإدارية في الفرع. افتتحت الجلسة الفنانة إيمان الهاشمي، ملحنة الأوركسترا الإماراتية، بمقطوعة موسيقية بعنوان «اتساق»، ثم قامت بإدارة الحوار مع ضيوف الأمسية، عبد الله أحمد السويدي، الذي درس في اليابان، ويعرف الكثير من العادات اليابانية ومنها طقوس الشاي، والخبيرة في أصول تقديم الشاي يوكا هيرايوا، التي قدمت عرضاً حياً في تحضير الشاي الذي يحتاج إلى أدوات خاصة به، مثل المنديل الأحمر الذي تجفف فيه هذه الأدوات بعد غسلها حتى لو كانت نظيفة يجب غسلها وتخفيفها في الزاوية المخصصة لها، وإعداد الشاي الأخضر الذي يجب سكب عليه الماء بحرارة 90 درجة فقط حتى لا يفقد مذاقه الخاص به، ويطلق عليه «تشادو» أي طريق الشاي، كما أوضحت السيدة هيرايوا عدة أنواع ومسميات لأصول تحضير وتقديم الشاي في اليابان، قالت: عندنا يسمى «بيت الشاي» وهنا في دبي يوجد بيت للشاي، مبينة أن الشاي يقدم في عدة طقوس تحمل أكثر من اسم وله عدة أنواع، كما يقدم الشاي بعد الوجبات كهدية للضيف بعد أن يأخذ وجبته في أي مطعم أو كافتيريا، وركزت هيرايوا على أن تقديم الشاي في اليابان ثقافة خاصة تشير إلى الاحترام والتناغم والنظام والكرم.
وقال عبد الله السويدي: تعلمت الثقافة اليابانية وهي تشبه ثقافتنا لأنها تركز على كيفية المعاملة مع الناس بكثير من الاحترام، وهم يركزون على النظافة حتى لو كانت الأدوات نظيفة لكن يجب إعادة تنظيفها وتجفيفها من جديد قبل الاستعمال. وهناك تعلمت الهدوء أكثر، صرت أسمع أكثر مما أحكي، كذلك الترتيب والنظام. شخصية الياباني تشعر فيها استقرار ونظرة تأمل، وعندهم مثل يقول: «اللي ما يشوف أعلى المنارة ما يشوف لبعيد»، وشرح السويدي كيف يستقبل الياباني الضيف، وهو يقدم له الشاي بانحناء دليل على الاحترام، وتقدم الفاكهة أو قطعة السكر الطبيعي قبل شرب الشاي، أما فناجين الشاي فهي من الخزف المزين بالطيور أو الأزهار، مع فوطة حمراء تجفف بها جميع الأدوات تأكيداً على النظافة. وفي بيت الشاي يمكن أن يجتمع الصغار والكبار ويتحدثون في جلسة ودية عن الثقافة والتراث والعادات، كما يوجد في المجلس بابان، واحد للضيوف والباب الثاني أصغر لإدخال عدة الشاي بانحناءة للتحية، وجميعهم يدخلون بنفس الطريقة وأولوية النقاش تكون للضيف الكبير.
وقال السويدي لـ (الاتحاد): بدأت دراستي لليابانية كهواية، بالأسبوع كنت أقرأ فيها من 3 إلى 4 ساعات، بعدها عملت دراسة مكثفة وحتى يستمر هذا يجب أن يقرأ المرء ويستمع إلى الأخبار ويعمل بحثاً باللغة اليابانية باستمرار، إضافة إلى الاستماع والمحادثة.