فاطمة عطفة (أبوظبي)
نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات- فرع أبوظبي، أول أمس، جلسة افتراضية شارك فيها عدد من الشعراء، أدارها الناقد العراقي د. جاسم محمد جاسم، وقدمت الضيوف هنادي المنصوري، شارك فيها كل من الشعراء: غالية حافظ، التلميذة ابتهال المعرف، محمد سالم بن سعيواد، ومحمد البريك، والشاعر سعود بن سلمان من السعودية، وقد استمع الناقد باهتمام إلى كل شاعر ليبدي رأيه في شعره. بدأت غالية حافظ فقرأت قصيدتين، تناولهما د. جاسم بالنقد، قائلاً: إن الشعر له ركائز لا بد من أن يبنى عليها، وهي الإيقاع واللغة والفكرة والصورة، وقد وصف القصيدة الأولى بأنها خاطرة أدبية وليست قصيدة نثر، لأن قصيدة النثر تعتمد على الصورة الشعرية المدهشة. أما القصيدة الثانية التي وصفتها الشاعرة بأنها «ومضة»، فقد كانت أفضل من الأولى، لكن الناقد لم يجد أنها تنسجم مع وصف الومضة، وأشار إلى أن قصيدة النثر لا تحتمل القافية والروي، لأنها تقوم أساساً على الحرية والتأمل. 
وفي قصيدة التلميذة ابتهال برثاء والدها، أشار الناقد إلى أن القصيدة من بحر المتقارب، ويبدو أنها متأثرة بإيقاع قصيدة الشابي: «إذا الشعب يوماً أراد الحياة»، لكن القصيدة موغلة بالحزن، وألقتها بإيقاع حزين، قائلاً: إن الشعر لا ينبغي أن يعبر فقط عن الحزن.
وقدم الشاعر ابن سعيواد قصيدتين، الأولى بالفصحى، والثانية قصيدة نبطية نالت إعجاب الناقد لما فيها من موسيقا وترف بالصور الجميلة المعبرة عن الطبيعة والبحر، بينما القصيدة الأولى تحتاج إلى موازنة بين الجمل الفعلية، وهي أقرب إلى لغة الخطابة، وأوضح الناقد جاسم أن الشعر تأملي، والحكاية داخل الشعر لا تضعفه، لأن الشعر استفاد من كافة الفنون، حتى القصة بالشعر هي تقانة وليس غرضاً، لأن أغراض الشعر محددة في التراث.
وأثنى الناقد جاسم على القصيدة التي قدمها محمد البريك باللغة المحكية، سواء في طريقة الإلقاء أو الاختصار والتكثيف، قائلاً: في هذه القصيدة شعرية، فضلاً عن جماليات الإيقاع، فقد وظف الشاعر التكثيف المدهش بالقصيدة.
وقدم الشاعر سعود بن سلمان قصيدة نبطية نالت إعجاب جاسم، مشيراً إلى أهمية الشعر النبطي والفصيح واهتمام الإمارات بهما من خلال برنامج أمير الشعراء، وشاعر المليون، وقد أصبح لكل منهما جمهوره الواسع، قائلاً: لقد امتازت الإمارات وتفردت بهذه البرامج وأظهرت العديد من الشعراء الشباب ممن لم نكن نعرفهم، وأكد الجاسم أن ليست هناك مشكلة بين أشكال الشعر، بل المهم أن يمتلك الشاعر أدواته ليبدع في الشعر، سواء أكان عمودياً أم نبطياً.