أبوظبي (الاتحاد)

أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب في مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، عن تنظيم مؤتمر نقدي مع معهد دراسات المجتمع والآفاق المقارنة ICLS في جامعة كولومبيا، تحت عنوان: «ثوابت نظرية الأدب عند العرب ومتغيراتها»، والذي سينعقد على مدى جلستين في يونيو وأكتوبر من العام القادم.
يتناول المؤتمر نظرية الأدب وتطوّرها من عصر ما قبل الحداثة إلى الوقت الحاضر، حيث يسعى المشاركون لاستكشاف أبرز القضايا الموضوعية المرتبطة بالأدب العربي، بالإضافة إلى دراسة مجموعات متنوّعة من الأطر النظرية الأدبية العربية، بهدف تحديد المفاهيم العابرة للزمان والمكان والمصطلحات الخاصة بنظرية الأدب عند العرب.
ويركّز المؤتمر على عمليات تشكيل المفاهيم الأدبية لما قبل الحداثة، وتحولاتها وإعادة تنظيمها عبر التطور الزمني للأدب العربي، كما يتعامل مع الاستكشافات الأدبية الحديثة كدعوات لدراسة التحوّلات النموذجية في نظرية الأدب العربي، ويطمح إلى تفعيل الحوار حول الأنظمة المعرفية الكلاسيكية والحديثة. وتتنوّع الموضوعات التي ستتم مناقشتها خلال المؤتمر لتشمل حضور القصيدة وغيابها، الحوار مع الاستشراق، ونظرية النهضة الأدبية، ونشأة الكتابة السردية ورواية القصص، وولادة الرواية العربية، والهوية ووسائل التواصل الاجتماعي والفضاء الإلكتروني، وأشكال السرد المرئية والمكانية، وغيرها من الموضوعات.

  • محمد خليفة المبارك

وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: «يعود تاريخ الأدب العربي بجميع أشكاله إلى حقبة موغلة في القدم، وهو جزء حيوي من تراثنا الفاعل، على الرغم من أنّه لا يزال قيد البحث والدراسة أكاديمياً ونقدياً. ومن هنا، نؤكد أهمية هذا المؤتمر في تعزيز المعرفة بهذا الأدب وإلقاء الضوء على جماليات لغتنا بوصفها تعبيراً حيّاً عن ثقافتنا، إلى جانب إبراز ما يُمثله من أهمية في رؤية واستراتيجية دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، من خلال أنشطة وفعاليات قطاع دار الكتب والمبادرات التعليمية والثقافية ومركز أبوظبي للغة العربية، ويسعدنا اليوم التأكيد على دعمنا الكبير لهذا المؤتمر التاريخي الذي سيجمع كبار العلماء والباحثين والكتاب في هذا المجال معاً للتحاور والتعاون، لإلقاء الضوء على لغتنا وأدبنا العربي».

  • د. علي بن تميم

ورحّب الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب، بهذا التعاون، وقال: «نحن سعداء بهذه الشراكة المعرفية، التي ستساهم في تعزيز حضور الجائزة على الصعيد الدولي، وتسليط الضوء على إسهاماتها في القطاعات الأدبية والثقافية والنقدية. ولهذا النوع من الشراكات أهمية استراتيجية، فهو يساهم في تشجيع الحوار المعرفي من أجل إيجاد التناغم بين مختلف المكوّنات الثقافية حول العالم». وأضاف: «نسعى لاستقطاب أوراق بحثية متخصصة في النقد الأدبي والنظرية تقرأ الظاهرة من زوايا متعددة، وذلك لتشجيع الحوار الفكري وتفكيك النصوص ووضعها في سياقاتها الثقافية. وفي سبيل هذا المسعى، نفخر بالتعاون مع جامعة كولومبيا العريقة التي هي من أقدم مؤسسات التعليم العالي في الولايات المتحدة الأميركية، فضلاً عن الدور الرائد لمعهد دراسات المجتمع والآفاق المقارنة ICLS في الجامعة، التي واكبت أحدث التطورات في مجال الدراسات المقارنة».
من جانبه، قال الأستاذ الدكتور محسن جاسم الموسوي، أستاذ دراسات الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا بجامعة كولومبيا: «الهدف من وراء انعقاد هذا المؤتمر هو تحفيز المشاركة الدقيقة فيما يتعلّق بالنظرية وازدهارها في الآداب، مع التركيز على نظرية الأدب العربي كحراك موثّق يشارك فيه عدد كبير من علماء اللغة والنقاد والشعراء وعلماء المختارات الأدبية والكتاب.
ويشعر المنظمون بأن مثل هذا المسعى يأتي في الوقت المناسب، ليس فقط لوجود العديد من العلماء من جميع أنحاء العالم الذين ينصب تركيزهم على نظرية الأدب العربية، بل لأن المستشرقين والمستعربين قد بدأوا بالفعل عدداً من المسارات اللغوية التي تتطلب الاستكشاف والتفكيك، نحن نهدف إلى تنظيم أكبر وأغنى مؤتمر في مجال اللغة العربية والدراسات المقارنة».
وأعلن منظمو المؤتمر عن فتح باب تقديم ملخصات أوراق العمل لعرضها في المؤتمر ونشرها في وقت لاحق، حيث يتوجّب على الراغبين في المشاركة إرسال ملخصات لا تزيد عن 400 كلمة عبر البريد الإلكتروني في موعد أقصاه 10 يناير 2021.
وسيتم قبيل انطلاق المؤتمر تنظيم جلسة نقاشية افتراضية بعنوان: «نظرية الأدب العربي: آفاق وحدود» بتاريخ 19 مارس 2021، ويمكن للراغبين في حضورها التسجيل لتأكيد الحضور. وسيتم تنظيم الجلسة الأولى للمؤتمر في ريد هول في مركز كولومبيا العالمي في باريس خلال الفترة 14 – 17 يونيو 2021، فيما سيستضيف حرم جامعة كولومبيا في نيويورك ثاني جلسات المؤتمر خلال الفترة 14 – 17 أكتوبر 2021 (مواعيد المؤتمر قابلة للتغيير نظراً للأوضاع الصحية الراهنة).