فاطمة عطفة (أبوظبي) - نظم صالون «الملتقى الأدبي» جلسة افتراضية لمناقشة د. حمد الحمادي في عمله الروائي الجديد «مقبرة تحت مياه الخليج»، حيث رحبت مؤسسة الملتقى أسماء المطوع بالروائي والضيوف المشاركين، قائلة: تحمل الرواية سمات إنسانية عظيمة في حب الوطن وبشاعة العبث بمصالحه ومجتمعه، سواء بحبكتها وهدفها، أو لغتها الجمالية المكثفة التي عودنا عليها الكاتب حمادي.
وأضافت المطوع، موضحة أن الرواية مأخوذة عن أحداث حقيقية صاغها الكاتب بأسلوب شيق وجذاب، وهي تزخر بمفاجآت عديدة، كما تؤكد أهمية وقوة الكتابة في معالجة المشكلات الاجتماعية، من خلال الجهد المبذول واستلهام الواقع وتحويل بعض أحداثه إلى أدب، إضافة إلى المتعة التي تصاحب القارئ في رواية «مقبرة تحت مياه الخليج العربي»، بداية من الإهداءات التي يشرع القارئ في قراءتها، وتستمر المتعة مع أحداثها التي تصف عذابات البطلة يوليا ومأساتها من خلال بناء هيكل روائي محكم، يغلف به الكاتب الأحداث السريعة والانعطافات غير المتوقعة التي يعيشها القارئ مع كل صفحة، حتى يصل به إلى تَفهم الرغبة القوية للبطلة في الانتقام، بل وربما تعاطف معها.
تقع الرواية، الصادرة عن دار «ملهمون» للنشر والتوزيع، في 162 صفحة من القطع المتوسط، وهي مبنية على أحداث حقيقية، تناقش فيها العديد من القضايا المهمة المحفزة للفضول والقابلة للربط مع الواقع، كعالم العصابات وجرائم غسيل الأموال، وكيف يتقاطع عالم الجريمة مع حياة الناس، وينعكس على مشاعرهم وقدرتهم على الحب. وقد جاء على لسان البطلة يوليا قولها: «التعساء الحقيقيون هم أولئك الذين يخافون الحب.. ويحبون الخوف». وتضيف: «لم أكن أعلم يومها أن أشد خداع يمكن أن نتعرض له لا يأتي من الأشخاص المخادعين حولنا، بل من قلوبنا المخادعة». وتقول في (ص) 15: «نحن لا نشعر تفاهة الحياة إلا حين نرى الموت أمامنا، وحده الموت يستطيع أن يعلمنا أعظم دروس الحياة، ووحدها الحياة تستطيع أن تنسينا أعظم دروس الموت».
أجمع نقاش سيدات الملتقى والضيوف على أهمية هذا العمل الروائي، كما عود الكاتب قراءه في اختيار نوع الروايات التي تحمل أحداثاً حقيقة، مع تخيل الربط بينها بسرد سلسل، ولغة جميلة، ومقدرة على تحول أحداث حقيقية إلى رواية، وما يتطلبه العمل الروائي. قال الحمادي إنه يعتمد الموضوع الرئيس للعمل الروائي مع تخيل لشخصيات حقيقية، ثم يربط بعض المعلومات مع بناء كامل للشخصيات. وأضاف موضحاً: الأحداث الرئيسة معظمها حقيقية، والتواريخ أيضاً حقيقية، لكن لم أذكر الجنسيات الحقيقية.
أما حول طريقته في كتابة الرواية، فقال الحمادي إنه يحدد الفكرة الأساسية والنهاية، وبالنسبة له كتابة الرواية عبارة عن مشروع يحدد فيه مسار الشخصيات، سواء كانت شريرة أو خيرة، وهي تتغير حسب مسار العمل من خلال تصور كامل للكتابة من البداية إلى النهاية، هكذا تصبح الكتابة أسهل.