الشارقة (الاتحاد)-
حمل العدد الـ 13 من مجلة الحيرة من الشارقة التي تصدر شهرياً عن دائرة الثقافة بالشارقة، الكثير من الإبداعات الشعرية وقراءات سير الشعراء من الرواد والشباب، وكذلك وقفات نقديّة وتحقيقات ومواد تراثيّة متنوعة في موضوع القصيدة النبطية والشعبية الإماراتية والخليجية والعربية.
وأكّد العدد، في مقدمته، أهمية موضوع الانسجام بين الموضوع الشعري والمتطلبات الفنية للقصيدة، في طبقة البديع والانزياحات والصور والمجازات وحتى الاشتغال على الرمزية كمذهب أدبي جميل تحتمله هذه القصيدة وتتقبله؛ ولذلك فقد طرحت المجلة سؤالاً حول «هل نجح شعراء النبط في تقديم قصيدة البيت الواحد؟!»، لتأتي الإجابات بأنّه لابدّ من التكثيف الجمالي لبقاء جذوة الشعر، وفي الوقت ذاته فلا خوف على مطولات القصائد التي اعتدناها سابقاً من التضاؤل أو الاندثار.
وفي السياق ذاته، سنكون في باب «عتبات الجمال» مع دراسة بحور القصيدة النبطية وأوزانها والجرس الموسيقي لألفاظها تحت عنوان «رنين الألفاظ في الشعر النبطي». كما اشتملت المجلة في هذا العدد أيضاً على قراءة في باب «شدو الحروف» مع إبداعات الشاعر الإماراتي الرائد الماجدي بن ظاهر في موضوع الحكمة والنصيحة، وفي باب «مداد الرواد» تمت قراءة رحلة الشاعر سالم الخالدي ومشواره في الاحتفاء بالمكان وكتابته أوبريت الحلم العربي، أما في باب «تواصيف إبداع» فقد كنا مع إطلالة على ألوان الموال وفضائه الارتجالي في الغناء العربي وانتقالاته اللحنية.
كما يصحب العدد القراء في جولة على فنون الشعر العُماني في باب «عيون الشعر» في فن الرزفة والميدان والبرعة والهبوت والرزحة، لنكون في باب «شاعر وقصيدة» مع إبداعات الشاعر الإماراتي مبارك بن حمد العقيلي وقراءة في قصيدته «ذيب ياللي بالفضا يرفع عويله»، أما في باب «ضفاف نبطية» فنسير في قراءة تذوقية لصور جمالية في قصائد الشاعر الإماراتي خميس مطر الكتبي، كما نقرأ المجموعة الشعرية «ليل وحنين» لمؤلفتها الشاعرة فاطمة الهاشمي، كنموذج لشعر المرأة الإماراتية في الحكمة والفخر وقصائد الذات.
وفي باب «كنوز مضيئة»، نتعرّف على بعض عادات أهل الإمارات، وتقاليدهم في موضوع الترحال إلى المقيظ من خلال الشعر النبطي.
أما باب «أنهار الدهشة» كمادة رئيسية ومتكررة في ثنايا المجلة، فقد اشتمل على مشاركات أكثر من خمسين شاعراً وشاعرة بقصائد محلية وخليجيّة وعربية، جاءت مزيّنة بصور الطفولة ومشهد الطيور حول البيت العتيق، واستعارت كذلك الألفاظ الحديثة في قالب جمالي محتفيةً بصور الفنجان والدلة والمطر والحلم، وغيرها من المشاعر اللافتة، ليُختتم العدد بتوقيعات خفيفة في «بستان الحيرة» لعدد من المبدعين تنوعوا بين الشعراء الشباب والشعراء من أصحاب التجربة.