محمدعبد السميع (الشارقة)

 اختتم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بالأمسية الشعرية، التي خصصها لثلاثة من الشعراء الشباب، مساء أول أمس، مهرجانه الشعريّ  الافتراضي، الذي نظّمه على مدار ثلاثة أيام بمناسبة يوم الكاتب الإماراتي، وهدف من خلاله إلى كسر العزلة بالتواصل الإبداعي، كما قال الأمين العام للاتحاد محمد بن جرش.
وأكّد ابن جرش، في نهاية الأمسية، التي شارك فيها كلٌّ من فاطمة الطربان وحمد الشامسي وسعاد الطربان، وأدارتها الدكتورة فاطمة المعمري، أنّ التباعد بسبب كورونا لم يمنع من الاقتراب الثقافي، موجّهاً شكره للضيوف المشاركين وللمتابعة والحضور الجميل من جميع الدول العربية، ولوزارة الثقافة وتنمية المجتمع، وللجهود الصحفية والإعلامية، ولكلّ من آمن بفكرة مواجهة تحديات كورونا، والخروج بفعاليات افتراضيّة لها حضورها وفوائدها الأدبية، متحدثاً عن أهمية تواصل الأجيال من خلال اتحاد الكتاب، كونه مظلة لكل المبدعين وأصحاب الإصدارات، خاصةً في ظلّ القراءات النقدية الموجّهة، والتي تحفز النصوص على التطوّر والنهوض.
وقدمت الأمسية الأخيرة فكرةً عن شعر الشباب ومشوارهم المستقبلي، خاصةً وأنّهم كتبوا القصيدة العموديّة، ونشأوا على بحور الخليل بن أحمد الفراهيدي، بتشجيع من معلميهم في المدارس، وعبّروا بصدق عن حبّهم للإمارات واعتزازهم بالذات، من خلال التشبيهات المكتسبة من معاني الصمود والمجد، والتغني بالمستقبل المشرق، ومدح القيادة الرشيدة، والتعبير عن جمالية المدن العربية وتاريخها، كما نددت القصائد بالدمار الذي تركته الحروب في هذه المدن النازفة بجراحها ذات التاريخ العريق.
وبالإجمال، حقق المهرجان إضافةً نوعيّة، من خلال الحديث المباشر الذي كان يقام في ثنايا القراءات الشعرية، حول القصيدة في مضمونها وشكلها التقليدي أو التجريبي، ودور الشعر في ملامسة جوانيات الإنسان ودفاعه عن قضاياه وهمومه، والأسئلة الوجودية والتأملية التي يطرحها الأدباء، كما قابلت هذه الأمسيات بين رؤى كانت تصبّ في صالح الشعر ما بين القصيدة العمودية والتفعيلة ونصّ النثر، واعتماد الشعر وسيلةً للإدهاش في نص المرأة بالذات، إضافة إلى الضيوف أصحاب التجربة والخبرة، الذين أكدت تجاربهم اطلاعهم على الشعر المترجم والإنساني، والاهتمام بالروابط الداخلية والذهنيات، التي تحتاج إلى قراءة وثقافة لفكّ مغاليق النصّ الذّاتي بامتياز والكوني أيضاً لصالح الإنسان.