محمد نجيم (الرباط)
الدكتورة رزان إبراهيم، الناقدة والباحثة الأردنية المعروفة، والتي شاركت ضمن أعضاء لجان التحكيم في عدد من الجوائز الإماراتية والعربية، تصدر قريباً كتابها الجديد «إشكالية ورؤى نقدية في قصص الأطفال»، وعن هذا الكتاب الذي سبقته مجموعة كتب أخرى، تقول الدكتورة رزان إبراهيم لـ «الاتحاد»: «يقدم هذا الكتاب قضايا تواكب أحياناً وتجاوز في أحيان أخرى ما هو مطروح على الساحة الفكرية والثقافية، وعلى مدار أعوام طويلة كانت مادة أدب الأطفال واحدة من المواد التي أدرسها في جامعة البترا التي أعمل فيها، وكنت وما زلت حتى الآن حريصة على الإتيان لطلابي بكل ما يستجد من مادة أدبية تخص الطفل. كل هذا يدخل في باب المحفزات التي دفعتني للكتابة في حقل أدب الأطفال. أضيف إلى ما تقدم قناعتي بأن القص يشكل جزءاً من طفولة البشر السعيدة، ويكون عوناً على تهيئة جيل قادم مختلف، وهذا الأمر يقتضي تمحيصاً وتأملاً فيما تطرحه دور النشر من قصص لا تفتقر للكم بقدر افتقارها للنوع، وعليه، فإنْ جاز لي الحديث عما أعده علامة من علامات هذا الكتاب، فإنني حاولت قدر المستطاع التدقيق في عدد كبير من قصص الأطفال المتداولة، ومن ثم إخضاعها لبعض المرجعيات النفسية والفنية التي تقرر نجاح القصة من فشلها، وكنت في كتابي حريصة على التذكير بجملة من المثيرات والمستجدات الحضارية التي يعيشها طفل اليوم، بما تستلزمه من وسائل وأساليب جديدة قادرة على المنافسة والبقاء».
وتضيف الدكتورة رزان قائلة «من يقرأ الكتاب، سيجد فيه استنكاراً لكل من انجرف من كتاب قصص الأطفال وتعامل مع الطفل القارئ بمنطق رجل التربية المنهمك بالتعليم بعيداً عن لمسات فنية جمالية تغري الطفل بالتمسك بالقصة التي يقرؤها. وكما يبدو من خلال عنوان الكتاب (إشكاليات ورؤى نقدية في قصص الأطفال) فإنه معني بطرح إشكاليات متنوعة غايتها تأمين تواصل آمن للأطفال على المستوى النفسي واللغوي. من بين الأسئلة التي يطرحها الكتاب سؤال المادة التراثية وكيفية إيصالها للطفل. كما يناقش بكثير من التفصيل ثنائية الخيال والواقع في إطار جدلي يحلل ويستبطن من خلال قراءات تطبيقية متنوعة، كما يفرد حيزاً لمناقشة المسألة الفلسطينية في القصة الموجهة للطفل. ولم يفت الكتاب إفراد مساحة خاصة لمناقشة قضية العنف ودور قصص الأطفال فيها سلباً أو إيجاباً، بناء على بعض الاستقصاءات والقراءات التطبيقية، مع إفراد بعض الأسئلة حول كيفية تبسيط المعلومة العلمية في قصص الأطفال. وللكتاب وقفته التي يتناول فيها قصص البالغين والناشئة، مع التفاتة لبعض القصص الشعرية بما يمكن أن تحمله من جماليات فنية تجذب الطفل».
وتضيف د. رزان: «كنت حريصة في الكتاب على معاينة القصص قيد الدراسة وفق مقتضيات المتعة والفائدة، بما يعني أن القصة الناجحة هي تلك التي تساهم في النمو الاجتماعي والعقلي والوجداني للطفل، وأنها تلك التي تقدم للطفل مقومات الطمأنينة والاستقرار النفسي، وتساهم في بناء شخصيته وتعليمه فن الحياة الصعب، وربما تحفزه على أن يفعل شيئاً ذا قيمة في حياته».
وعن أدب الطفل في الوطن العربي تجيب: «لا نستطيع بأي حال من الأحوال إنكار جهود كتاب أدب الأطفال في عالمنا العربي، صحيح أنه في طور الصعود والتنامي، وأملي كبير في الوصول إلى طور المنافسة العالمية، إلا أنني في الوقت نفسه حين أقارن بين ما يصلنا من قصص مترجمة من بلد كما السويد، ما زلت أرى فرقاً في المستوى، ومن الطبيعي أيضاً أن المتابع لأدب الطفل في العالم العربي لن ينكر دوراً متميزاً قامت وتقوم به الإمارات. أذكر هنا بكثير من الإعجاب ما شاهدته في معرض الكتاب في الشارقة منذ سنتين من اهتمام خاص بالطفل، وهو جزء لا يتجزأ من توجه عام تتمسك به الإمارات ومؤسساتها الفاعلة التي ترعى الطفل وتسعى إلى تنمية مهاراته».