محمد عبدالسميع (الشارقة)

ترى الأديبة الإماراتيّة إيمان اليوسف، مبدعة العمل الروائي «النافذة التي أبصرت»، أنّ الكاتب أو الأديب يحتاج بين الحين والآخر إلى العزلة أو التفرّغ، ليكون وجهاً لوجهٍ أمام فكرته قيد التجسيد الإبداعيّ، غير أنّ ما نعيشه اليوم أشبه بعزلة مفروضة أو إجباريّة، ربما تلهم المبدعين بسبب ظروفها، إلا أنّ هذه العزلة سرعان ما تُكسر حين يكون جميع أفراد العائلة معاً، فيقل ما يتوخّاه المبدع من هذه العزلة على المستوى الإبداعي.
 وتحضّر اليوسف لعمل قادم مدروس، وينمّ عن رؤية ومعالجة للثيمة التي تشتغل عليها، خصوصاً أنّ لها اسماً أدبيّاً لا يمكن أن تضحي به، بعد أعمالها: رواية «حارس الشمس» الفائزة بالمركز الأول في جائزة الإمارات للرواية عام 2016، والمجموعات القصصية: «وجوه إنسان»، و«طائر في حوض الأسماك»، و«بيض عيون».
وتقول: إنّ ميزة العزلة التي طالب بها المبدع كثيراً، وجاءت هكذا بسبب من انتشارها على مستوى العالم، هي أنّه يمكنه من خلالها العمل بصورة مكثّفة بعيدة عن أيّة تفاصيل يومية أخرى، قد تؤجّل أو تؤثّر سلباً على هذا الزخم في النتاج أو العطاء الإبداعي الأدبي أو الفني، ولذلك تحاول الأديبة اليوسف أن تنظر نظرة إيجابيّة للمشهد، حفاظاً على قيمة هذا الوقت الممنوح فجأةً من منظور إبداعي، ولذلك، فهي ترى أنّ بإمكان الأدباء الذين أعلنوا عن نيتهم الإبداع في هذه العزلة، أن يكملوا أعمالهم أو مشاريعهم التي كانت مؤجّلة بسبب الوظيفة أو الانشغال بالمسؤوليات المتعددة في هذه الحياة، مع أنّ الروائيّة اليوسف ترى أنّ الوضع الحالي، بصعوباته وتحدياته والخوف والترقّب الذي يفرضه الوباء وبالأرواح التي فارقتنا.. يخلق جوّاً مشحوناً لدى البعض، فضلاً عن إحساسهم بالهلع، أو عدم الاستقرار، أو الجوّ الخانق المفروض، وهو ما يؤدّي إلى أن يشعر المبدع بغياب حريّته، وبالتالي فمن الصعب أن ينخرطوا في نتاجات أدبيّة أو فنيّة.
وحول انشغالاتها الثقافية والإبداعيّة مؤخراً، تقول إنه على الرغم من أنّها شخصيّة نشيطة وطموحة ومخلصة لرسالة الماجستير التي تحضّر لها في موضوع إدارة المعرفة ولإبداعها الأدبي، فإنّها كما تقول، تدرك القيمة الروحانية التي أتاحها شهر رمضان الفضيل في الشعور الإنساني والتصالح مع الذّات، في تجربة مختلفة تعيد الإنسان إلى طفولته أو تذكّره بها، ولذلك، فقد عاشت شهر رمضان بكلّ دفء الأسرة والجوّ العائليّ الحميم في رحابه، فهي دائماً ما تفضّل القراءة فيه، وتختم القرآن الكريم، وتكثّف من الخشوع والعبادة والدعاء، كما أنّ حصّة القراءة في رمضان كانت أكبر من حصّة الكتابة، كما هي العادة كل عام.