عمرو عبيد (القاهرة)


بعد 4 خسائر متتالية في «البريميرليج»، تراجع مانشستر سيتي إلى المركز الخامس في جدول الترتيب، وواصل ليفربول الابتعاد بصدارة الدوري، بعد فوزه على «بطل الرباعية المتتالية»، وإذا كانت تلك الأحداث التي يشهدها الدوري الإنجليزي، تبدو «غريبة وعجيبة»، لاسيما بين أصحاب مراكز القمة، فإن الموسم الحالي 2024-2025، رغم مرور ثُلثه تقريباً أو أكثر قليلاً فقط، أظهر الكثير من «التقلبات» في بطولات وأحداث عدة، وربما تشهد نهايته أموراً غير متوقعة على الإطلاق، ليكون وقتها بالفعل «موسم العجائب»!
ولأنه الدوري الأغلى والأكثر متابعة، فإن بداية «البريميرليج» لم تكن تنبئ بالوضع الحالي، رغم أنه لم يمُر عليها سوى 108 أيام فقط، إذ إن «السيتي» كان يعتلي القمة «منفرداً» بعد مرور الشهر الأول من البطولة، بعد 4 جولات، بانتصارات متتالية وقوة هجومية «واضحة»، يليه أرسنال بفارق نقطتين فقط، بينما ابتعد عنه ليفربول بفارق 3 نقاط بعد هزيمة «مفاجئة» على يد نوتنجهام فورست، في حين كان تشيلسي بعيداً عن المراكز الأربعة الأولى، وتوقع كثيرون استمرار «الصراع الثُنائي» بين «البلومون» و«المدفعجية».
إلا أن بداية أكتوبر الماضي، شهدت «انقلاباً» بقفزة «الريدز» نحو الصدارة، وظهور «البلوز» بين «الكبار»، وإن ظلّت الأمور متقاربة بين «الثلاثي»، ليفربول والسيتي وأرسنال، والمثير أن «سيتي بيب» استعاد القمة مرة أخرى، مستغلاً تعادل الثنائي المنافس، في نهاية أكتوبر، لكن شهر نوفمبر فجّر كل المفاجآت دفعة واحدة، بخسارة السيتي وأرسنال واستعادة «الريدز» الصدارة وبداية اتساع الفارق قليلاً معهما، لاسيما «الجانرز» الذي غادر «مربع الذهب»، وبين نهاية نوفمبر وبداية ديسمبر الجاري، حلّق «عملاق أنفيلد» وحده بعيداً عن الجميع، وتراجع «البلومون» إلى المركز الخامس، بينما عاد «المدفعجية» و«البلوز» إلى المشهد، والمؤكد أنه لا يمكن توقّع ما الذي يُخفيه هذا الموسم من تقلبات في «البريميرليج»!
«الليجا» هي الأخرى تُعد حالة أكثر غرابة، لأن البداية كانت «كتالونية» تماماً، وبدأ الحديث مبكراً عن عودة برشلونة إلى المسار الصحيح، واقترابه من استعادة «المجد الغائب»، تحت قيادة الألماني هانسي فليك، وبين منتصف أغسطس ونهاية أكتوبر، اتسع الفارق لمصلحة برشلونة على حساب ريال مدريد إلى 6 نقاط، خاصة بعد «الهزيمة الساحقة» التي تلقاها «الريال» في «الكلاسيكو»، وسط غياب تام لأتلتيكو مدريد الذي بدا أنه يسير عكس الاتجاه تماماً.
ورغم ابتعاد «البارسا» بفارق 9 نقاط لاحقاً بعد تأجيل مباراة واحدة لـ«الملكي»، إلا أن شهر نوفمبر أبى ألا يترك بصمته في إسبانيا أيضاً، حيث خسر «البلوجرانا» مباراتين وتعادل في أخرى بصورة أقرب إلى الهزيمة، وبعدما كان الحديث عن براعة «مصيدة تسلل فليك» وخطورة الهجوم «الكتالوني»، انقلب الحال كلياً، حيث بات ريال مدريد على مشارف القفز إلى الصدارة، بعد تقلّص الفارق مع برشلونة إلى نقطة وحيدة، مع احتفاظ «الميرنجي» بمباراة مؤجلة، والمُثير أن «الأتليتي» عاد إلى المشهد بقوة، بـ4 انتصارات متتالية، وضعته في المرتبة الثالثة بفارق نقطتين عن «البارسا»، ونقطة واحدة خلف «الريال».
أما الدوري الإيطالي، فلم يعرف «متصدراً» واحداً خلال الجولات الأولى، إذ كان كل أسبوع يحمل تغييراً، وبعد جولتين من «الكالشيو»، كان يوفنتوس وحده على القمة بانتصارين، قبل أن يدخل في «دوامة التعادلات»، ليقفز إنتر ميلان إلى الصدارة لمدة أسبوع واحد فقط، وبعده انفرد أودينيزي بفارق نقطة واحدة عن نابولي، مع تراجع «الأفاعي» و«السيدة العجوز»، ثم بات تورينو في المركز الأول وأتبعه فوراً «السماوي»، وهو الوحيد الذي استمر «مُتصدراً» منذ بداية أكتوبر حتى الآن، لكن فوارق النقاط وأسماء الملاحقين تغيّرت أكثر من مرة، بل إن الفارق اتسع إلى 4 نقاط مع «النيراتزوري» في نهاية أكتوبر، قبل أن تشتعل المنافسة وتتقلص المسافات إلى نقطة واحدة بين الجميع فوق القمة، ما تراجع كبير جداً لـ«البيانكونيري»، الذي بات سادساً بفارق 6 نقاط عن الصدارة.
وفي «الشامبيونزليج»، كانت التقلبات والمفاجآت بلا حدود، وباستثناء ليفربول «المُخيف»، خرج أستون فيلا ومانشستر سيتي من قائمة «الثمانية الكبار» بعدما بقيا فيها خلال الجولات الأولى، وتقهقر ريال مدريد بصورة «غير متوقعة» حتى وصل إلى المركز الـ24، بتلقيه 3 هزائم في 5 مباريات، بينما قفز برشلونة بقوة مقتحماً «دائرة التأهل المُباشر» وكذلك إنتر ميلان، وبدأ بايرن ميونيخ في استعادة الطريق رغم أنه كان في المركز الـ23 بعد 3 جولات، وهو ما حدث مع أرسنال وميلان أيضاً بعد البداية «المتواضعة»، وإذا كان «اليوفي» يحتل المركز الـ19 في الترتيب، فإن حالة باريس سان جيرمان «عجيبة جداً»، إذ تزداد صعوبة فرصه في التأهل جولة تلو الأخرى، محتلاً المركز الـ25 «قارياً»، بينما لا يجد أي منافسة في «ليج ون» كالعادة!