• دبي (الاتحاد)
    أشاد المشاركون ونجوم الرياضة العالمية بأجواء النقاش والمواضيع والأفكار التي طُرِحَت خلال «خلوة دبي للرياضة» التي نظمها مجلس دبي الرياضي أمس تحت شعار «دبي الوجهة الرياضية الأولى» بمشاركة 100 من صنّاع القرار والمختصين وخبراء ونجوم الرياضة الذين جلسوا معاً، وتحاوروا وعملوا جنباً إلى جنب من أجل تقديم الأفكار والاقتراحات التي تساهم في تحقيق التطوير الذي يتناسب مع دعم الحكومة للقطاع الرياضي وتشجيع القيادة الرشيدة وتحفيزها للعاملين في هذا القطاع وفي المجتمع عموماً على ممارسة الرياضة باعتبارها أسلوب حياة ومصدراً أساسياً في صحة وسعادة أفراد المجتمع وجودة الحياة.
    وحملت الجلسة الرئيسية عنوان «قوة الرياضة.. تأثير يتجاوز حدود الملعب»، وتحدث فيها معالي د. أحمد بالهول الفلاسي، وزير الرياضة، ومعالي هلال المري، المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، ومعالي حصة بو حميد، المدير العام لهيئة تنمية المجتمع بدبي، وأحمد بن بيات، نائب رئيس مجلس إدارة غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، نائب رئيس مجلس إدارة بنك دبي التجاري، وعبد الله سعيد النابودة، مالك فريق دبي لكرة السلة، وحملت الجلسة الثانية عنوان «دبي: أرض المواهب.. نحو مستقبل واعد»، وتحدث فيها أسطورة فنون القتال المختلط الروسي حبيب نور محمدوف، والفرنسي باتريس إيفرا، القائد السابق لمنتخب فرنسا لكرة القدم، نجم أندية مانشستر يونايتد ويوفنتوس ومارسيليا سابقاً، وفادي الخطيب، نجم المنتخب اللبناني لكرة السلة، وسانيا ميرزا، نجمة التنس الهندية العالمية، وهارباجان سينج، قائد المنتخب الهندي للكريكت سابقاً.
    وافتتح الخلوة خلفان بلهول، نائب رئيس مجلس دبي الرياضي، متحدثاً عن أهمية الرياضة في المجتمع، ورؤية تطوير القطاع الرياضي بدبي، ووفرّت الخلوة للعديد من المسؤولين في القطاع الرياضي، خصوصاً رؤساء مجالس إدارات ومسؤولي أندية دبي، الفرصة للقاء فيما بينهم ومع العاملين في القطاعين الحكومي والرياضي، وكذلك مع المختصين من الشركات الاقتصادية والمطورين العقاريين والمستثمرين الرياضيين والمختصين في مجال انتقاء وتطوير المواهب والأكاديميات العالمية.
    حضر الخلوة معالي خليفة سعيد سليمان، رئيس مراسم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، نائب رئيس مجلس إدارة نادي شباب الأهلي، ومروان بن غليطة، رئيس مجلس إدارة نادي النصر، وأحمد الشعفار، رئيس مجلس إدارة نادي الوصل، ومحمد علي بن خليفة البدواوي، رئيس مجلس إدارة نادي حتّا، وخالد علي بن زايد، رئيس مجلس إدارة نادي دبي للشطرنج، وثاني جمعة بالرقاد، رئيس مجلس إدارة نادي دبي لأصحاب الهمم، ومحمد عبد الله حارب، المدير التنفيذي لنادي دبي الدولي للرياضات البحرية، والعديد من المسؤولين في المؤسسات الحكومية والاقتصادية والمطورين العقاريين، وغيرها من التخصصات الذين شكلّوا حلقات نقاشية، كما عقدوا لقاءات ثنائية لبحث التعاون بين الجانبين خلال الفترة المقبلة.
    أجمع المتحدثون في الجلستين الحواريتين على أهمية الرياضة في تنمية المجتمع وسعادة أفراده، وفي جودة الحياة، كما أن القطاع الرياضي مساهم مهم في حركة الاقتصاد الوطني والناتج المحلي، وكذلك على توافر الفرص لاستقطاب وتطوير الموهوبين وصناعة أجيال من الأبطال في جميع الرياضات، وأيضاً تعزيز مكانة دبي على خريطة الرياضة العالمية، واستضافة المزيد من البطولات والفعاليات العالمية لما يتوافر للقطاع الرياضي من دعم حكومي وتشريعات قانونية وحوافز استثمارية ونمو مستمر للمؤشرات جميعها في دبي، وقد تضمنت الجلسة الأولى آراء وأفكار من شخصيات قيادية في القطاع الرياضي والقطاعات الداعمة.


    أحمد بالهول الفلاسي: للرياضة تأثير كبير اقتصادي ومجتمعي


    قال معالي د. أحمد بالهول الفلاسي، وزير الرياضة: «عندما يتعلق الأمر بالرياضة، فإن أول ما يتبادر إلى ذهني من حيث التأثير هو التأثير الاقتصادي، أليس كذلك؟ لأنني أمضيت خمس سنوات من حياتي في ملبورن التي يبلغ عدد سكانها عدد سكان دبي نفسه، حوالي 3.6 مليون نسمة، وتستضيف العديد من الأحداث، مثل سباق الجائزة الكبرى، والتنس والكريكيت والرجبي أيضاً، ويبلغ تأثير الرياضة اقتصادياً هناك حوالي 4.5 مليار دولار. يأتي ثلث هذا الرقم من استضافة الأحداث، ولذلك فإن الناس يفكرون تلقائياً في استضافة الأحداث. نعم، هذا مهم. لكن بالنسبة لي، فإن الجانب الأكثر أهمية هو النظام بأكمله، لذا فإن المدربين الشخصيين، والتغذية، وكل ما يتعلق بها، له تأثير هائل، لكن هناك ما هو مهم أيضاً وهو التأثير الاجتماعي للرياضة لكونها تخلق شعوراً بالتماسك الاجتماعي، كما أنها تخلق الوعي أيضاً، فعندما استضافت دولة الإمارات الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص في عام 2019، وفي عام 2016 أُعْلِنت استضافة الحدث، وفي العام نفسه أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تسمية أصحاب الهمم على الأشخاص من ذوي الإعاقة، فكان الحدث مناسبة للإدماج، وأعاد تسمية الأشخاص ذوي الإعاقة إلى أصحاب الهمم على نحو رسمي، لذا يمكننا أن نرى كيف أن استضافة مثل هذا الحدث الكبير الذي يحتفل حقاً بالأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية، وتغيير التسمية في الإمارات العربية المتحدة، قد غيَّرا بشكل كبير الطريقة التي تنظر بها الأسر والمدارس والمجتمع بأكمله إلى الأشخاص ذوي الهمم. لذا فإن الرياضة هي أداة للنشاط الاقتصادي وهي أيضا أداة للتماسك الاجتماعي وهي أداة للإدماج أيضاً. ودبي، تحديداً كمدينة متعددة الثقافات، تلعب الرياضة دوراً كبيراً، وعندما تذهب وتشارك في أي من الفعاليات التي ينظمها مجلس دبي الرياضي، سوف ترى أشخاصاً من طبقات مختلفة، ومن خلفيات مختلفة يمارسون الرياضة ويشاركون في الحدث».

    حصة بو حميد: تلعب الرياضة دوراً جوهرياً في تحقيق التماسك الاجتماعي 
    قالت معالي حصة بو حميد، المدير العام لهيئة تنمية المجتمع بدبي: «يعكس تنظيم الخلوة رؤية قيادتنا الرشيدة نحو جعل دبي الوجهة الرياضية الأولى عالمياً، ويرسخ ركائز التنمية المجتمعية المستدامة التي تحقق الدمج والتمكين للجميع، حيث تلعب الرياضة دوراً جوهرياً في تحقيق التماسك الاجتماعي وتعزيز روح التعاون، وتبرز هنا أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث نسعى في هيئة تنمية المجتمع إلى توظيف الرياضة كأداة لتعزيز الترابط بين أفراد المجتمع من مختلف الثقافات والخلفيات، مما يعزز من قيم التسامح والتفاهم. كما تُسَخَّر نسبة كبيرة من الأعمال التطوعية التي تشرف عليها الهيئة لخدمة الأنشطة الرياضية، ما يؤكد دور الرياضة كحلقة وصل بين فئات المجتمع المختلفة، ودورها في مد الجسور بين جميع القطاعات والأفراد.
    يعد تطوير المرافق الرياضية المجتمعية وتمكين الفئات الأكثر عرضة للخطر من المشاركة في الأنشطة الرياضية من أبرز أولوياتنا في هيئة تنمية المجتمع، حيث تعمل الهيئة على دعم الفئات المختلفة من خلال أنشطة رياضية تتضمن فعاليات مخصصة لأصحاب الهمم وكبار المواطنين، بالإضافة إلى برامج تستهدف الشباب، ما يساهم في تحسين جودة حياتهم وزيادة رفاهيتهم النفسية والاجتماعية، حيث نعمل على تنظيم مجموعة من الأنشطة الرياضية في مراكز الهيئة، مثل مركز البرشاء ومركز حتا المجتمعي، والتي تشمل ملاعب كرة القدم والتنس وكرة السلة، ما يعزز من روح المشاركة والتفاعل الاجتماعي، وبالتأكيد فإن خلوة دبي للرياضة تفتح آفاقاً جديدة لتعزيز التواصل والتعاون مع الهيئات والاتحادات الرياضية المحلية والدولية، ما يتيح لنا فرصاً أكبر لتحقيق أهدافنا المشتركة نحو بناء مجتمع أكثر صحة وسعادة».

    هلال المري: دبي تستخدم الرياضة لزيادة الوعي بالعلامة التجارية
    قال معالي هلال المري، المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي: «دبي أفضل مثال على مدينة عالمية تستخدم الرياضة لوضعها على الخريطة وزيادة الوعي بالعلامة التجارية للمدينة»، وأضاف: «هنا في هذه المنطقة، كانت الرياضة جزءاً كبيراً من حياة الناس، ومع نمو دبي لتصبح واحدة من المدن الرائدة في العالم، تلعب الرياضة اليوم دوراً هائلاً، وسأذكر ثلاثة أشياء رئيسية فقط نراها، والتي أعتقد أنها جزء لا يتجزأ من نمو دبي. الأول، من منظور اقتصادي واستثماري، ترى اليوم أن معظم العلامات التجارية الرياضية وضعت دبي كواحدة من المكاتب الرئيسية العالمية، وواحدة من أربع أو خمس مدن في العالم تعتبرها مقراً رئيسياً عالمياً، وترى الاستثمار في الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في صناعة الرياضة كواحد من أسرع القطاعات نمواً في الاقتصاد، ولست متأكداً مما إذا كان بإمكانك عبور منطقة في دبي دون العثور على ملعب بادل أو صالة ألعاب رياضية أو منشأة صحية. كل هذا يشير إلى النمو في الرياضة. كما تستثمر الحكومة بشكل كبير. لقد شيدت هيئة الطرق والمواصلات مئات الكيلومترات من مسارات الدراجات، وأعتقد أن هذا سيصل إلى ألف كيلومتر بحلول نهاية العقد، وعندما تنظر إلى السياحة، كانت دبي معروفة في البداية بشواطئها وتسوقها، واليوم تشتهر دبي بالصحة والعافية، حيث يأتي الناس إلى هنا لممارسة رياضة الدراجات الهوائية، كما أنهم يأتون لحضور العديد من الأحداث الرياضية، وعندما أقول (الحضور)، لا أقصد فقط المشاهدة، حيث إنهم يأتون للمشاركة، وهذا ليس للرياضيين المحترفين فقط ولكن للهواة أيضاً في الأحداث المجتمعية والرياضية المتنوعة التي ننظمها، وهذا يمثل زيادة الإنفاق. هذا هو دفع الاقتصاد. أعتقد أن الركيزة الثالثة هي الأكثر أهمية، إن كونها وجهة تسمح للناس بممارسة الرياضة في أي وقت من اليوم والحصول على العافية، والوصول إلى نوع الأنشطة التي نتحدث عنها يحدد إيقاع المدينة، ويخلق البيئة الإيجابية التي تدفع المدينة إلى النمو، وهذه العقلية الإيجابية هي ما يدفع النظرة الإيجابية للناس، ويدفع النمو في سوق الأوراق المالية، ويدفع الناس إلى اتخاذ القرار بالعيش هنا وانتقال المواهب إلى هنا، وكذلك الاستثمار هنا، لذا فإن كل شيء مترابط. لذا لا ينبغي لنا أن ننظر إلى الرياضة اليوم باعتبارها وسيلة لتنمية المواهب والمحترفين فحسب، وهو أمر بالغ الأهمية بالطبع، بل وأيضاً كوسيلة لتغيير المدينة وخلق عقلية تساعدها على النمو».

    أحمد بن بيات: لدينا بنية تحتية جيدة ونحن بحاجة الى استراتيجية إدماج
    قال أحمد بن بيات، نائب رئيس مجلس إدارة غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، نائب رئيس مجلس إدارة بنك دبي التجاري: «هذا الملتقى مهم في الوقت الحالي لرسم خريطة الطريق للسنوات العشر القادمة، تتمتع دبي بالفعل ببنية تحتية جيدة مقارنة بالمدن الأخرى حول العالم، كما نجحت دبي في تنظيم الأحداث الكبرى، وأعتقد أن هذا سيستمر بدعم من الحكومة، ومن شركاتنا الكبرى مثل طيران الإمارات، ودوبال وغيرها التي ترعى مثل هذه الأحداث الكبرى، وتدفعها إلى الأمام عاماً بعد عام، لكن ما نود أن نرى المزيد منه هو استراتيجية واضحة حول كيفية القيام بإدماج الذين يعيشون في دبي ونراهم مشمولين في الأحداث، خصوصاً الأحداث الفردية. فالألعاب الأولمبية تضم أكثر من 100 منافسة فردية مقارنة وهي أكثر من منافسات الفرق، أنا لا أعارض كرة القدم، ولكنني أقول دائماً إن هناك قدراً كبيراً من الاهتمام والتمويل الذي يوجه لكرة القدم، ولا أرى حقاً ما هي النتيجة الكمية لهذا الأمر.
    إذا تمكنا من إشراك مدارسنا، والتي تمتلك معظمها في دبي حالياً مرافق رائعة لألعاب المضمار والميدان والمصارعة والرماية وركوب الخيل، وما إلى ذلك، فإن ذلك سيضيف الكثير من القيمة. وهذا من شأنه أن يشرك المجتمع، وسوف نجعل الأطفال يشاركون في هذه العملية في سن أصغر، مما يعني أننا نتمتع بالاستدامة. نحن على ما يرام في إقامة أحداث كبرى طوال العام، لكننا نحتاج إلى إشراك المجتمع والأسر والآباء والبنية الأساسية التي تستثمر فيها جميع المدارس الخاصة. أود أن أرى أطفالي وأحفادي يلعبون رياضات مختلفة في المدارس، وأعتقد أنه سيكون أمراً ممتازاً إذا تمكنت دبي من التوصل إلى تقويم للأحداث الفردية المختلفة والترويج لها. نختار 10 رياضات فردية أولمبية، ونتفوق في خمسة منها على سبيل المثال. هذا جيد بما فيه الكفاية للسنوات الخمس المقبلة».

     

    عبد الله النابودة: دبي ساعدتنا على تحقيق الحلم
    قال عبد الله سعيد النابودة، مالك فريق دبي لكرة السلة: «أنا عشت تجربة خصخصة الرياضة بشكل عام والرياضات الخاصة خلال العامين الماضيين. لم تكن رحلة سهلة، ولكنني أعتقد أن ما أنشأناه هنا في دبي لم يكن ليحدث لو كان في أي مدينة أخرى، ولكنه حدث في دبي بفضل دعم القيادة وتعاون الدوائر الذي ساعدنا على تأسيس نادي احترافي لكرة السلة في دبي، وهو كان حلماً مجنوناً؛ لأننا فكرنا في إنشاء فريق كرة سلة يلعب في أوروبا ومع كل الجغرافيات والقيود في الرياضة، وأعتقد أن الرياضات الفردية، كما نعلم، لا توجد بها قيود جغرافية، ولكن الرياضات الجماعية بها قيود. وقد حالفنا الحظ بعد أن بذلنا قصارى جهدنا في تحقيق طموح اللعب في الدوري الأوروبي، ولو نظرنا إلى الفكرة برمتها قبل ثلاث سنوات، لاعتقدنا أنها غير قابلة للتحقيق، ولكن الحمد لله، نحن هنا وبدأنا، وأعتقد مرة أخرى أنه لولا دبي لما كنا لنتمكن من تحقيق هذا الإنجاز. كانت بداية صعبة. كان بوسعنا أن ننشئ نادياً، ونلعب في دولة الإمارات كنادٍ محترف أو حتى في آسيا، ولكن الأمر ليس بهذه السهولة. ولم نكن لنحقق قيمة كبيرة لو لم ندخل السوق الأوروبية؛ لأن السوق الأوروبية هي السوق الحقيقية. وربما كانت دبي هي المكان الوحيد الذي كان بوسعنا أن نحقق فيه هذا الإنجاز، ولو كان في أي مدينة أخرى في المنطقة، لكان من الصعب للغاية أن ننجز ما حققناه».