عمرو عبيد (القاهرة)
يبدو أن الرافضين لمقاطعة ريال مدريد حفل «بالون دور»، أكثر عدداً وأعلى صوتاً من داعمي قرار «الملكي»، حيث خرجت الصحف الإنجليزية معترضة على ما بدر من جانب إدارة «الريال» بعد علمها بعدم فوز لاعب الفريق، فينيسيوس جونيور، بالجائزة الكبرى، وعنونت «ستار سبورت» غلافها بالقول إن «الريال يُفسد الرياضة»، بينما كتبت «ميرور» عن «حرب بالون دور» التي اندلعت قبل انطلاق الحفل، وقالت إن ريال مدريد لا يُمكنه الهروب من «السخرية المُحرجة» التي تعرض لها ليلة أمس، خاصة أنه اختير لجائزة أفضل نادٍ، لكن لم يحضر أحد للحصول عليها.
«صفعة على وجه ريال مدريد»، هكذا خرج غلاف صحيفة «لاجازيتا» الإيطالية، مع صورة تتويج رودري بجائزة الكرة الذهبية، وكتبت في تقريرها أن كرة القدم «الطبيعية» فازت بتلك الجائزة التي ذهبت إلى «مايسترو» مانشستر سيتي، حيث ظلت «بالون دور» تدور في فلك اثنين من الأساطير، ميسي ورونالدو، اللذين وصفتهما بـ «الخارقيْن»، وكان المهاجمون هم المفضلون للفوز دائماً بها، لكن تم افتتاح العصر الجديد، ما بعد ميسي ورونالدو، باختيار نجم خط الوسط، الذي يعمل من أجل خدمة الفريق واللعبة الجماعية، بعيداً عن وضع وشم أو قصة شعر غريبة أو كلمات رنانة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وكانت «ليكيب» الفرنسية أكثر حدة وجرأة، عندما نشرت تقريراً بعنوان «خسارة انتخابية وهزيمة أخلاقية»، دار حول أن خسارة ريال مدريد لم تقتصر فقط على عدم التصويت لمصلحة فينيسيوس جونيور، بل امتدت إلى تحطيم القيم الرياضية المتعلقة باحترام الاختيار والفائزين، وأضافت أن «الريال» افتقر إلى الرقي برفضه حضور حفل التتويج، الذي منح، حسب رأيها، الجائزة إلى «المهندسين الحقيقيين» داخل الميدان، بدلاً من «العازفين المنفردين»، إشارة إلى المهاجمين، وأردفت أن الاختيار جاء هذه المرة «عادلاً»، حيث اختار المصوتون الذكاء والدقة واللعب الجماعي، على حساب الإحصائيات التي صوّرت إلى العالم أن المهاجمين وحدهم «ملوك اللعبة».
وسارت «لو فيجارو» على درب مواطنتها، حيث أشادت بقرار أصوات لجنة «فرانس فوتبول» واختيار رودري للفوز بالجائزة، ووجهت هجوماً قاسياً نحو إدارة الريال، التي منحتها «جائزة الخاسر السيئ والأناقة المنسية»، حسب عنوانها، وقالت إن مقاطعة ريال مدريد للحفل وإصدار بيان غاضب تجاه اختيار لجنة التصويت، قلّل من النادي الملكي كثيراً، وجعله يبدو صغيراً بسبب عدم التعامل بحنكة ورقي مع خسارة الجائزة.
المُثير أن الصحف الإسبانية لم تدعم بصورة كاملة موقف ريال مدريد، حتى صحافة العاصمة نفسها، حيث نشرت «أس» تقريراً بعنوان «العالم ينتقد الريال»، مؤكدة أن أغلب الصحف العالمية سخرت مما صدر عن إدارة «الميرنجي»، كما نشرت مقالاً بعنوان «ليلة المصافحة لا المقاطعة»، مشيرة إلى أن الريال يحق له اعتبار فينيسيوس أفضل لاعب في العالم على الإطلاق، لكنه طالما ارتضى دخول مسابقة أو تصويت، يجب عليه احترام النتائج والذهاب لمصافحة الفائز، بينما نشرت مقالاً آخر بعنوان «أصواتهم لم تكن من أجل رودري، بل ضد فينيسيوس»، حيث رأى الكاتب أن رودري يستحق الجائزة في العام الماضي، لكن ربما جاءت اختياراتهم هذه المرة ضد فينيسيوس جونيور نفسه.
وظهرت «ماركا» بصورة حيادية، حيث نشرت الأخبار والتقارير المتداولة من دون التحيز إلى جانب ضد الآخر، بل تركت الرأي بين يدي الجماهير، حيث تساءلت عن استحقاق رودري للجائزة وعدم فوز فينيسيوس بها، وجاءت النسبة الأكبر بـ 39% من الأصوات لتدعم اختيار النجم الإسباني، وأن موسم فينيسوس لم يكن «الأفضل» بسبب حالته مع منتخب البرازيل، وحول قرار الريال بمقاطعة الحفل، جاءت النسبة هائلة بـ 68% ترفض موقف النادي، لأنه نادٍ كبير وراقٍ وكان يجب عليه الحضور.