أنور إبراهيم (القاهرة)
فاجأت مجلة «فرانس فوتبول» الجميع بإعلان فوز الدولي الإسباني رودري متوسط ميدان مانشستر سيتي ومنتخب «لاروخا»، بجائزة «الكرة الذهبية» لموسم 2023-2024، متفوقاً على الجناح البرازيلي فينسيوس جونيور لاعب ريال مدريد ومنتخب «السامبا»، والذي كانت كل التوقعات والتكنهات تسير في اتجاه يؤكد فوزه بالجائزة، خاصة بعد الموسم الرائع الذي قدمه مع ريال مدريد، وأسهم خلاله بقوة في إحراز بطولة الدوري، ودوري أبطال أوروبا، والسوبر الأوروبي والسوبرالمحلي.
وجاءت «الريح بما لا تشتهي سفن العملاق المدريدي ورئيسه فلورنتينو بيريز، الذي قرر مقاطعة الحفل، وإلغاء سفر وفد النادي إلى باريس، وعدم نقل مراسم الحفل على قناة النادي التلفزيونية.
وسادت موجة من الغضب بين جماهير الريال العاشقة لنجم «السامبا»، بل ترددت بعض الهتافات خلال حفل توزيع الجوائز، الذي أقيم على مسرح «دو شاتيليه» العاصمة الفرنسية باريس، لدعم فينسيوس جونيور.
غير أن الأصوات العاقلة والموضوعية في الصحافة الأوروبية، وعدداً غير قليل من خبراء الكرة وكبار محلليها، اتفقواعلى حقيقة أنه إذا كان فينسيوس جونيور يستحق الجائزة لما فعله مع ريال مدريد الموسم الماضي، فإن رودري يستحقها أكثر منه لأنه إلى جانب تألقه مع السيتي وحصوله على العديد من البطولات معه «الدوري الإنجليزي وكأس العالم للأندية وكأس الدرع الخيرية»، فإنه حقق الإنجازالأكبرمع منتخب بلاده، حيث قاد «لاروخا» للفوزببطولة كأس الأمم الأوروبية «يورو2024»، وحصل خلالها على لقب أفضل لاعب، ولم يُهزم على الإطلاق مع منتخب إسبانيا طوال الموسم، ولم يتعرض إلا لهزيمة واحدة فقط مع السيتي، ولعب 64 مباراة سجل خلالها 12هدفاً وصنع 15.
وترتيباً على ذلك، يرى كثيرمن خبراء الكرة في تحليلاتهم لنتائج الترشيحات، عبرشبكات «مونت كارلو سبورت» و«سكاي سبورتس» وموقعي «جول العالمي» و«ياهوسبورت» بنسختيهما الفرنسية، أن الفيصل في اختيار رودري، كان هو إنجازه الكبير مع منتخب بلاده، في الوقت الذي لم يفعل فيه فينسيوس أي شيء يذكر، مع منتخب «السامبا» بل قدم موسماً سيئاً ولم يحصل معه على أية بطولة قارية.
والمعروف أن معايير نيل الجائزة، لا تتضمن أداء اللاعب الفردي ومهاراته وأهدافه، فقط وإنما تمتد إلى دوره الجماعي ليس مع ناديه فقط، وإنما مع منتخب بلاده، وهنا يتفوق رودري على فينسيوس، كما أنها تمتد إلى سلوكه الشخصي ومسيرته الكروية، ولهذا جاء فوز «الماتادور» الإسباني منطقياً وموضوعياً وعادلاً.
ولا ينسي الكثيرون مدى الفرحة التي انتابت الإسباني بيب جوارديولا المدير الفني للسيتي، عندما ضم رودري إلى صفوف «القمرالسماوي» في 2019، وراهن عليه، وقال عنه مؤخراً: رودري أفضل لاعب وسط في العالم، بعد أن أسهم بقوة في فوز السيتي ببطولة الدوري الإنجليزي 4 مرات على التوالي، فضلاً عن قيادته للمنتخب للفوز بـ«يورو2024» خلال الصيف الماضي، وحصوله على لقب أفضل لاعب فيها.