عمرو عبيد (القاهرة)


تداولت كثير من التقارير العالمية مؤخراً الحديث عن رفض بيب جوارديولا عرضاً لتدريب منتخب إنجلترا، واهتمت بتصريحاته المُكررة حول رغبته في تدريب أحد المنتخبات ببطولة كُبرى قبل اعتزاله في المُستقبل، وبسؤال «الذكاء الاصطناعي» عن توقعاته لاسم المنتخب، الذي يُمكن لـ«بيب» اختياره، مُعتمداً على الحسابات الفنية والإحصائية، للربط بين «الفيلسوف» وبين أسماء المنتخبات، حسب المحاور التي وُضعت له من أجل ذلك، جاءت بعض إجابات «العقل الخارق» منطقية، وأخرى «عاطفية»، وبعضها «مفاجأة» قد لا تحدث أبداً!
«الذكاء الاصطناعي» اختار إسبانيا في المرتبة الأولى، وحسب تعبيره، فإن «جذور» بيب التدريبية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بـ«الماتادور»، وقال إن فلسفة «تيكي تاكا» والاستحواذ والهجوم، التي دعمها وطورها جوارديولا منذ ظهوره مع برشلونة، تدفعه دفعاً نحو تدريب منتخب إسبانيا، الذي قد تتغير توجهات اتحاده المحلي في المُستقبل، لتتحرك نحو «العبقري»، وربط ذلك بمتوسط إحصائيات المنتخب الفنية، مثل نسبة الاستحواذ 60% وعدد التمريرات الهائلة في كل مباراة، ووجود المواهب الشابة «البارعة» مثل يامال وويليامز وغيرهما، وهو ما يجعل «لا روخا» الخيار الأول أمام بيب في المُستقبل.
ويري «العقل المُتطور» أن منتخب ألمانيا قد يكون أقرب إلى بيب من إنجلترا، بسبب التزام «الألمان» التكتيكي وقدرتهم على تطبيق مسألة الضغط العالي والتمركز الهجومي والدفاعي الصحيحين، وحسب «تكتيك» جوارديولا وأرقام «الماكينات» مثل تجاوز الـ520 تمريرة في المتوسط خلال كل مباراة، وغزارة المحاولات الهجومية، فإن ألمانيا تظهر كخيارٍ ثانٍ أمام «عبقري السيتي».
أما إنجلترا، فجاء منتخبها «ثالثاً» في الترتيب، حيث نجح بيب في تغيير أفكار الكرة الإنجليزية خلال السنوات الماضية، بعدما أحدث «ثورة هائلة» مع مانشستر سيتي، «ملك» الألقاب هناك وأحد أفضل أندية العالم حالياً، إن لم يكن الأفضل على الإطلاق حسب أحدث التقارير الفنية الصادرة عن مؤسسات تحليلية كُبرى، وربط «الذكاء الاصطناعي» بينهما بسبب وجود مواهب شابة لدى «الأسود الثلاثة»، وإمكانية تغيير طريقة اللعب المباشرة الخاصة به، بفضل المرونة التكتيكية والقوة البدنية التي يملكها اللاعبون.
منتخب البرازيل سبق نظيره الفرنسي في توقعات «العقل الإلكتروني»، حيث يرى أن المهارات والميل إلى الهجوم والاحتفاظ بالكرة بنسب قد تصل إلى 62%، وتمرير ما بين 500 إلى 550 كرة في المباراة الواحدة، وتنفيذ ما يقارب 10 أو 12 تسديدة على المرمى، كلها أمور تقرب «بيب» من «السليساو»، لكن «الغريم» الأرجنتيني كان حاضراً أيضاً في تلك الاختيارات، بنفس الرؤية الرقمية الفنية، وربما بسبب ارتباط بيب وميسي الأسبق، مع وجود المواهب والنزعة الهجومية والتفوق البدني، لاسيما عقب التتويج بكأس العالم الأخيرة وكذلك بطولتي «كوبا أميركا»، حيث يبلغ متوسط نسبة استحواذ «راقصي التانجو» 58%، وتمرير 480 إلى 520 كرة في المباراة، وتسديد 8 أو 10 كرات على الأقل خلالها.
وبعيداً عن تلك الأسماء، وضع «الذكاء الاصطناعي» البرتغال ضمن خيارات «بيب» التدريبية في المُستقبل، إذ تحدث عن قدرة «البحارة» على تنفيذ الضغط العالي، المُحبب إلى جوارديولا، بنسبة 60%، وامتلاك الكرة بنسبة 55% وكذلك تمرير 600 كرة كل مباراة، وكانت «المفاجأة» في إجابته بإمكانية تولى «الفيلسوف» تدريب أحد المنتخبات خارج القارتين، واضعاً السنغال في المرتبة الأولى بالقارة الأفريقية، لامتلاكه المواهب والقوة البدنية وقدرته على تنفيذ الضغط المتقدم بنسبة 58%، وامتلاك الكرة بمتوسط 52% والميل للهجوم بغزارة الأهداف والمحاولات، كما أشار إلى أن «الخلطة التكتيكية المتنوعة» التي يملكها منتخب كوريا الجنوبية، تجعله الأقرب إلى «بيب» إذا قرر التوجه لخوض «مغامرة عالمية جريئة» في القارة الآسيوية.
ويبقى السؤال.. هل يصيب «الذكاء الاصطناعي» في تنبؤاته المُستقبلية الخاصة بجوارديولا، أم يأتي «الفيلسوف» بفكرة وخطوة «غير تقليدية» كعادته؟