أنور إبراهيم (القاهرة)


لم يحظ نجم إسباني بالإجماع مثلما حظي به «الفتى الذهبي» لامين يامال جناح برشلونة، والذي أصبح حديث العالم كله، منذ أن قاد منتخب «لاروخا» الإسباني للفوز بكأس الأمم الأوروبية الأخيرة «يورو2024»، وأقرب دليل على ذلك أنه يلقى الترحيب والحب والإعجاب في جميع أنحاء البلاد، حتى في العاصمة مدريد معقل الريال «الغريم التقليدي» و«العدو اللدود» لبرشلونة.
وعندما سجل يامال هدفين رائعين في مرمى جيرونا الأحد الماضي، انفجرت جماهير جيرونا نفسها، بالهتاف والتصفيق بحرارة له لحظة خروجه من الملعب، وكأنه أحد لاعبي فريقها.
وذكرت شبكة راديو وتليفزيون مونت كارلو سبورت في تقرير لها، أنه بالرجوع قليلاً إلى الوراء، وتحديداً خلال «يورو2024» التي حصل «الماتادور» على كأسها، نكتشف أن هناك إجماعاً على أن يامال هو «البطل القومي» الذي يلتف حوله الشعب الإسباني كله، لكونه الأكثر موهبة والذي تنتظره الجماهير في كل مكان بإسبانيا، من أجل مشاهدته في التلفاز، أو الذهاب وراءه إلى الاستادات، وشراء تذاكر للاستمتاع بموهبته.
وقالت الشبكة إن ذهاب البعض إلى حد مقارنته بالنجم الأرجنتيني «الأسطورة» ليونيل ميسي، لم يأت من فراغ، فأرقام «الفتى الذهبي» تؤكد أنه على الطريق الصحيح، حيث سجل 3 أهداف، وصنع 4 في 5مباريات لعبها حتى الآن في الدوري الإسباني «الليجا» هذا الموسم، ولهذا يصبح بدء المقارنة بينهما بديهية وطبيعية، بل إن البعض تمادي في القول إن ميسي لم يملك أرقام لامين يامال عندما كان في سنه «17عاماً».
وأضافت الشبكة: ليس هناك حاجة للذهاب إلى برشلونة لمتابعة صحفها، وهي تُغدق وصلات المديح والإعجاب على نجمها، بل يكفي أن تكون موجوداً في العاصمة مدريد، لكي تلحظ بعيني رأسك هذا الإجماع الذي حظي به يامال من كل أبناء الشعب الإسباني، حتى ألد الأعداء من مشجعي ريال مدريد الذين يتوارون خجلاً عندا يتحدثون عن يامال نجم منافسهم اللدود برشلونة، ولكن عندما يتعلق الأمر بقميص المنتخب الوطني، فإن الجميع بلا استثناء يقبلون الهتاف والغناء باسمه.
وهكذا تحول لامين يامال بالفعل إلى «بطل قومي» حتى في مدريد، وخاصة منذ قيادته «لاروخا» للتربع على قمة الكرة الأوروبية، ومن وقتها لم تتوقف شعبية هذا الفتى الذهبي عن التزايد، وأصبح شيئاً عادياً جداً أن يتغنى المشجعون باسمه ويقولون: «كل يوم أنا أحبك أكثر»، وتألقه مع المنتخب أدى إلى زيادة هذا الحب.
وفي كل مباراة للمنتخب، يغزو قميص لامين يامال أسواق مدريد، وهو القميص الأبرز والأكثر شهرة وإقبالاً في «بوتيكات» وسط المدينة، وحتى في الشوارع الجانبية يراهن بائعو «القمصان المقلدة» على إمكانية إيجاد زبائن يشترون قميص فتاهم الذهبي.
وتقول الشبكة إن يامال أصبح واحداً من هؤلاء اللاعبين الذين يمكن لأي مواطن إسباني أن يتحدث عنه مع جدته أو ابن عمه الصغير، فهذه النوعية من اللاعبين يعرفها الجميع ويتواصل تأثيرها في عالم كرة القدم لعشر أو 15 أو 20 سنة.
وفي استطلاع للرأي أجرته إذاعة كادينا سير وصحيفة «الباييس» هذا الصيف، جاء لامين يامال في المركز الأول بين اللاعبين المفضلين عند الجماهير بنسبة 2. 46%، متقدماً بفارق كبير على نيكو وليامز جناح أتليتك بلباو (7. 23%) وداني كارباخال ظهير أيمن ريال مدريد (9. 14%).