معتز الشامي (أبوظبي)

أغلق منتخبنا الوطني ملف تجمع سبتمبر، الذي خرج منه بـ 3 نقاط فقط بعد الفوز على حساب قطر في افتتاح مشواره بالتصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2026، قبل أن يخسر أمام منتخب إيران بهدف دون رد، ليحل في الترتيب الثالث للمجموعة خلف أوزبكستان المتصدر بـ 6 نقاط وإيران الوصيف بنفس الرصيد وبفارق الأهداف.
ويلتقي منتخبنا كوريا الشمالية الخميس 10 أكتوبر المقبل في أبوظبي، بينما يواجه أوزبكستان في طشقند 15 أكتوبر المقبل، غير أن شبح «ضيق الوقت» في المعسكر المقبل، لا يزال يهدد الأبيض ويطارد الجهاز الفني بقيادة باولو بينتو، حيث سينهي اللاعبون مواجهات الجولة الخامسة للدوري يومي السبت والأحد 5 و6 أكتوبر المقبل، ما يعني دخول الأبيض تجمعه صباح الاثنين 7 أكتوبر، ليؤدي الفريق 3 تدريبات قبل مواجهة كوريا الشمالية المنتشي بتعادل أمام منتخب قطر في الجولة الماضية.
ووضعت تلك الظروف الجهاز الفني لمنتخبنا بقيادة بينتو في مواجهة ضرورة التعامل مع الضغوط المرتبطة بالروزنامة، خاصة أن مباريات دوري أبطال آسيا تضغط على الروزنامة للأندية المشاركة خارجياً في نفس الوقت.
وحدد بينتو استراتيجية خاصة من 4 خطوات، للتعاطي مع تلك الظروف الاستثنائية، عبر انتظار عودة بعض الأسماء لتشكيلة المنتخب، وعلى رأسها سلطان عادل هداف منتخبنا وصاحب القدرة على تنفيذ رؤية الجهاز الفني داخل الملعب.
أما ثاني الخطوات، فتكون بتحليل نقاط القوة والضعف في أداء المنتخب بمباراتي قطر وإيران، وبدء المتابعة الدقيقة للدوليين والتواصل المستمر معهم ومع أنديتهم، ومدربيهم بالأندية، للوقوف على الحصص التدريبية ومتطلبات تحضير العناصر الدولية للمعسكر المقبل، الذي سيحتاج فقط لأجهز العناصر، وأكثر قدرة على تنفيذ التكتيك المطلوب داخل الملعب.
وستكون الخطوة الثالثة متمثلة في تثبيت طريقة اللعب وآلية التنفيذ داخل الملعب، لزيادة الانسجام ولتعويد اللاعبين على الأداء بقوة وثبات بسبب عامل ضيق الوقت، وتتمثل الخطوة الرابعة لتحضير المنتخب في التحليل الدقيق لأداء بعض اللاعبين، لمحاولة تصحيح الأخطاء التي وقعوا فيها وتلافيها في قادم المباريات، مع التحليل الخاص للمنافسين، لاسيما كوريا الشمالية وأوزبكستان، حيث نجح الأخير في تقديم نفسه بقوة والحصول على أول 6 نقاط وتصدر المجموعة مبكراً، ما يتطلب تحضيراً قوياً لمواجهته والسعي لتحقيق الفوز على ملعبه والعودة بالعلامة الكاملة.
وبالعودة لمباراة إيران، فقد شهدت تباين أداء المنتخب في الكثير من فترات اللقاء، ولكن نجح اللاعبون في فرض سيطرتهم، لاسيما في ربع الساعة الأخيرة من المباراة، التي شهدت صناعة عدة فرص أمام المرمى، لكن لم يتم استغلالها أو التعامل معها بشكل صحيح.
وفي المقابل وقع الدفاع في أخطاء فردية نتيجة لغياب التمركز الجيد أثر على المستوى والأداء، وأدى لتلقي الأبيض للهدف الوحيد في مباراته أمام إيران.
ويسعى الجهاز الفني لاستغلال العوامل الإيجابية التي تحققت في معسكر سبتمبر، لاسيما من حيث التحولات الهجومية السريعة والقدرة على اختراقات الدفاع واللعب بدوافع كبيرة للفوز، وهو ما شدد عليه باولو بينتو مدرب منتخبنا بعد المباراة، وقال: «نسعى للبحث عن الإيجابيات التي تحققت في مباراتي قطر وإيران، كما سنحلل النتائج التي خرجنا بها، للوقوف على نقاط القوة والضعف، لأن علينا العمل منذ الآن لمعسكر أكتوبر المقبل، فلا وقت للراحة، وأعتقد أن أكبر المكتسبات التي يجب البناء عليها هي قدرة المنتخب على الأداء التنافسي القوي أمام الفرق القوية في آسيا، وهذا ما يجب الحفاظ عليه في قادم المباريات لأن مشوار التصفيات لا يزال طويلاً وسيشهد المزيد من المفاجآت».
وتابع: «لقد لعبنا بروح تنافسية عالية، وفزنا بمباراة وخسرنا أخرى، لكن علينا أن نواصل الطريق وأن نقاتل طوال الـ 90 دقيقة، وأن يكون لنا ردة فعل قوية للعودة، متى ما تأخرنا بهدف، لأن كل المنتخبات ستلعب بشراسة تكتيكية وبدنية في هذه التصفيات الصعبة».
وأضاف: «سنُخضع المباريات كلها للتحليل للخروج بما نريده، وعلينا اتباع استراتيجيتنا الخاصة للتحضيرات، وتعزيز تلك الإيجابيات خلال معسكر أكتوبر المقبل الذي لن يكون سهلاً بسبب ضيق الوقت، لكن علينا الاستفادة من الأجواء الإيجابية حول الفريق وداخل المعسكر، من حيث الروح القتالية والرغبة الكبيرة في التحسن باستمرار من جميع اللاعبين، وهذا أمر يسعدنا بالتأكيد».