عمرو عبيد (القاهرة)
تختلف مواجهة إيران عن غيرها عادة بالنسبة لمنتخبنا، وإذا كان «الأبيض» خاض مباريات الدور الثاني «السابق» من التصفيات المونديالية، بإصرار على امتلاك الكرة في المواجهات التي استضافها على ملعبه، بمتوسط بلغ أكثر من 60% في كثير من الأحيان، إلا أنه من المتوقع أن يحافظ على نهجه التكتيكي الذي سار عليه في مباراة قطر الأخيرة، بترك الكرة في استحواذ منافسه الإيراني والاعتماد على الضغط العالي والتحول السريع.
وبالعودة إلى آخر المواجهات التي جمعت المنتخبين في كأس آسيا مطلع العام الحالي، مال الاستحواذ لمصلحة إيران بنسبة 60% مقابل 40% لمنتخبنا، بجانب حفاظ «الأسود» على نهجه التكتيكي غالباً خارج ملعبه، وهو ما ظهر في المرحلة السابقة من التصفيات، إذ بلغ متوسط نسبة امتلاكه في المباريات الخارجية 58.3%، وهو أمر لا يؤرق «الأبيض» الذي يجيد مجابهة هذا الأسلوب، وهو ما ظهر جلياً في مباراة «العنابي» الأولى في تلك التصفيات، حيث اكتفى باستحواذ 31% فقط، مقابل خطورة هجومية فائقة.
ومن خلال متابعة مباريات منتخبنا تحت قيادة بينتو، أمام المنافسين الأقوياء، يظهر نجاحه الدائم في استغلال مسألة الضغط العالي «الجماعي»، والقدرة على استخلاص وقطع الكرات في مناطق متقدمة من الملعب، وجاء أغلب أهداف «الأبيض» عبر هذا الأسلوب، سواء في مباراة قطر الأخيرة، أو سابقاً أمام البحرين واليمن في المرحلة السابقة من التصفيات، كما جاء هدف «الأبيض» في شباك إيران بآخر المواجهات بكأس آسيا عبر نفس الطريقة، بقطع الكرة من عبد الله رمضان والتحول الخاطف جهة اليسار قبل تسجيل الغساني الهدف آنذاك.
صحيح أن الجبهة اليُمنى توهجت في افتتاح تلك المرحلة من التصفيات، وأسهمت في فوز منتخبنا على حساب قطر، إلا أن الاعتماد على الطرف الأيسر الهجومي يبدو واضحاً في حصاد «الأبيض» تحت قيادة بينتو، وهو ما تبرزه الإحصاءات، حيث يميل منتخبنا إلى الهجوم السريع عبر الطرفين، بمتوسط 42% للهجوم من الجبهة اليُسرى مقابل 32% لليُمنى، وعلى الجانب الآخر يملك المنتخب الإيراني قوة مؤثرة في العمق الهجومي، كان لها الدور الأبرز في التفوق على حسابنا في كأس آسيا الأخيرة، لكن الأطراف لا تقل خطورة ،إن لم تكن تزيد، حيث اعتمد عليها بنسبتي 40% و35% في الهجوم على ترتيب الجبهتين، اليُمنى واليُسرى.
وستكون «الفاعلية الهجومية» أحد العوامل الإيجابية التي يعتمد عليها «الأبيض» في تلك المواجهة الصعبة، إذ تُعد أبرز الملامح التي ظهرت على منتخبنا في الفترة الأخيرة، ولم تقتصر على ما قدمه أمام قطر، بنسبة نجاح بلغت 75%، بل يمتد النجاح إلى المرحلة السابقة، حيث بلغت نسبة الفاعلية أمام المرمى 66.6% في مواجهة البحرين على سبيل المثال، و50% في مواجهتي اليمن بنفس المرحلة، كما كان «الأبيض» قادراً على صناعة الفرص التهديفية بمعدلات متميزة في الآونة الأخيرة، إذ بلغ في المتوسط 7.5 فرصة تهديفية في كل مباراة.
أما المنتخب الإيراني، فإن هجومه لا يتوقف «خارج الديار»، وبحسابات الأرقام في آخر 3 مباريات رسمية خاضها خارج ملعبه في الفترة الأخيرة، فإن «الأسود» سدد في المتوسط 9 كرات في المباراة، وبلغت نسبة دقة محاولاته الهجومية 42%، لكن المعدل تراجع تدريجياً بصورة تنازلية خلال تلك المباريات، بل إنه رغم تسديده 20 كرة على مرمى قيرغيزستان في المباراة السابقة، ذهبت 3 محاولات فقط بين القائمين والعارضة، بدقة 15%، حيث تكفّل دفاع المنافس بالتصدي لأغلبها بجانب حارس المرمى، وهو ما يُلقي بكثير من المسؤولية على الخط الخلفي لـ «الأبيض».