عمرو عبيد (القاهرة) 
واصل المنتخب الألماني عناده التاريخي مع المدربين «الشباب»، إذ لم يُحقق «الماكينات» إنجازاته العالمية أو القارية إلا مع «أصحاب الخبرة» من المدربين.
وبات جوليان ناجلسمان أحدث «ضحايا» هذا التاريخ السلبي الغريب لمنتخب ألمانيا، كونه ثاني أصغر مدرب يتولى قيادة منتخب بلده في عمر الـ 36 عاماً، وها هو يخرج «خالي الوفاض» من «يورو 2024»، رغم إقامتها داخل الأراضي الألمانية، حيث توقفت مغامرته عند حدود دور الـ 8، بعدما أطاح به منتخب إسبانيا خارج البطولة.
ولم يكن ناجلسمان «الصغير» أول من تعرّض لهذا الأمر مع ألمانيا، إذ سبقه قبل ما يُقارب 100 عام مواطنه الراحل أوتو نيرز، الذي كان أصغر من تولي مهمة تدريب «الماكينات» عام 1926، في عمر الـ 34 عاماً، ورغم استمراره في منصبه لمدة 10 أعوام، إلا أنه لم ينجح في تحقيق أي إنجاز مع المنتخب، بل إن سيب هيربرجر، الذي أهدى ألمانيا أول لقب في كأس العالم عام 1954، كان قد بلغ من العمر وقتها 57 عاماً، وشغل هذا المنصب في عمر الـ 53، والطريف أنه سبق له تولى تلك المهمة عام 1936 عندما كان شاباً في الـ 39 من عمره، لكنه خرج من دور المجموعات آنذاك في «مونديال 1938».
«الأسطوري» هيلموت شون، الذي تُوّج مع ألمانيا بلقبي «يورو 1972» و«مونديال 1974»، حصل على مقعده الفني في عمر الـ 49 وحصد أول ألقابه في الـ57 أيضاً من عمره، أما يوب ديرفال فقد بات مديراً فنياً لـ «الألمان» بعمر الـ51 وفاز بلقب «يورو 1980» عندما بلغ 53 عاماً، وإذا كان يُمكن القول بأن فرانز بيكنباور قد حصل على مقعد المدير الفني الألماني في عمر الـ 39، فإنه لم يتمكن من معانقة المجد مع منتخب بلده إلى في كأس العالم 1990، عندما كان يبلغ عمره وقتها 45 عاماً، وخلفه بيرتي فوجتس الذي حصد «يورو 1996» مع «الماكينات» في عمر «الـ 50»!
وعلى الجانب الآخر، يُعد «العجوز» إريش ريبيك أحد أسوأ «المخضرمين» الذين مروا على المنتخب الألماني، حيث تولى مهام منصبه في عمر الـ61 عاماً، واكتفى بعامين فقط في مقعده بعدما تسبب في إقصاء المنتخب مرتين من دور المجموعات، في بطولتي كأس القارات 1999 و«يورو 2000»، وتكرر الأمر مع هانزي فليك الذي تولى المنصب وهو يبلغ 56 عاماً، وقضى عامين أيضاً شهدا خروجه من الدور الأول في «مونديال 2022»، وفي هاتين المرتين ارتبط الأمر بانتقاد عام لمستوى لاعبي المنتخب في نهاية جيل كروي، أكثر من الهجوم على المُدرب «المخضرم».
ظهور المدربين الأصغر عمراً مع المنتخب الألماني في السنوات الأخيرة سار على نفس النهج «السلبي»، خاصة «المهاجمين» الأكثر شهرة، رودي فولر ويورجن كلينسمان، حيث تولى كلاهما المهمة في عمر الـ 40، وخرجا من دون تحقيق أي إنجاز، حيث اكتفى الأول بوصافة «مونديال 2002» بينما كان المركز الثالث هو حصاد الثاني في كأس القارات 2005 وكأس العالم 2006، ولم يرضخ «الألمان» إلا للقدير يواكيم لوف، الذي امتلك زمام الأمور في عمر الـ 46، وحقق أول ألقابه بعمر 54 عاماً في مونديال 2014 ثم القارات 2017.