عمرو عبيد (القاهرة)


تقترب بطولتا «يورو» و«كوبا أميركا» من خط النهاية، خلال الأيام القليلة المُقبلة، وربما انصب الاهتمام الإعلامي العالمي أكثر على البطولة الأوروبية، إلا أن هناك بعض المشاهد التي تجمع النسختين في مفارقات واضحة، بينها بالطبع الظهور الخاص لـ«الأسطورتين»، ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، مع منتخبيهما، الأرجنتين والبرتغال، على الترتيب.
وقبل الحديث عن الغريمين التاريخيين، يجب التوقف عند أحداث ربع النهائي في كل منهما، حيث واجهت المنتخبات المتأهلة إلى نصف النهائي صعوبة كبيرة في تجاوز منافسيها، بعدما آلت 3 مباريات في كل بطولة من إجمالي 4 إلى الوقت الإضافي أو ركلات الترجيح لحسم بطاقة الصعود، بنسبة 75% من مواجهات ربع النهائي، وكان المنتخب الإسباني قد تجاوز نظيره الألماني بهدف قاتل، في الدقيقة 119، قبل لحظات من التحوّل إلى ركلات الترجيح، التي حسمت موقعتي فرنسا والبرتغال، وكذلك إنجلترا وسويسرا لمصلحة «الديوك» و«الأسود»، في حين كان المنتخب الهولندي الوحيد الذي خطف بطاقة التأهل في الوقت الأصلي لمباراته مع تركيا.
وفي «كوبا أميركا»، تكرر المشهد بفوز صعب للأرجنتين أمام الإكوادور عبر ركلات الترجيح، ومثله لأوروجواي على حساب البرازيل وكندا على حساب فنزويلا، بينما لم يجد المنتخب الكولومبي أي صعوبة في تجاوز بنما، خلال دور الثمانية، حيث سحق «الكافيتيروس» منافسه بـ5 أهداف، بينها «ثلاثية» في الشوط الأول.
وتمثّل المشهد الثاني في إقصاء مستضيفي البطولتين، لتنتهي آمالهما في إمكانية تحقيق أي من اللقبين على أراضيهما، وبالتأكيد تبدو حالة المنتخب الأميركي أكثر قسوة وإحباطاً، حيث غادر «كوبا» مبكراً من الدور الأول، بعدما احتل المركز الثالث في المجموعة الثالثة بنتائج سيئة، إذ خسر مباراتين أمام بنما وأوروجواي على الترتيب، رغم فوزه الافتتاحي على بوليفيا، ليكتفي «اليانكس» بـ3 نقاط، لم تكن كافيه لتجاوز مرحلة المجموعات.
وصحيح أن ألمانيا، مستضيف «اليورو»، بدأ بقوة في الدور الأول، الذي أنهاه متصدراً المجموعة الأولى بـ7 نقاط، من فوزين متتالين ثم تعادل أخير، إلا أن الأداء الذي قدمه أمام سويسرا في نهاية دور المجموعات صدّر بعض القلق لمشجعيه، خاصة أنه تعادل في وقت قاتل بهدف في الدقيقة «92»، وفي دور الـ16، ورغم فوزه 2-0 أمام الدنمارك، إلا أنه كاد يتأخر في وقت سابق بهدف، لولا تدخل «الفار»، واحتساب حالة تسلل صعبة على «الديناميت»، وفي مواجهة إسبانيا بدور الثمانية، ظل «الماكينات» متأخراً بهدف حتى الدقيقة 89، ورغم محاولاته المُستمرة في الوقت الإضافي، إلا أن «الماتادور» خطف البطاقة قبل نهاية الوقت الإضافي بدقيقة واحدة فقط، ليغادر «صاحب الأرض» ويفقد إمكانية فض الاشتباك مع «لا روخا» الذي يملك «فرصة ذهبية» للانفراد بصدارة قائمة الأبطال التاريخيين لـ«اليورو».
وبالعودة إلى ميسي ورونالدو، فيبدو المشهد الذي يجمعهما «سلبياً» إلى حد ما هذه المرة، إذ لم يُسجل أي من الأسطورتين في البطولتين، وإن كان «ليو» لا يزال يملك تلك الفرصة باستمراره في «كوبا» وبلوغه نصف النهائي، في حين توقفت مسيرة «الدون» مع البرتغال عند حدود دور الثمانية، ومع الوضع في الاعتبار أن رونالدو خاض 5 مباريات في «اليورو» مقابل 3 لميسي في البطولة اللاتينية، فإن كليهما اكتفى بصناعة هدف وحيد، وكذلك أهدر ميسي ركلة الترجيح الأولى أمام الإكوادور، بينما أضاع رونالدو ركلة جزاء في الوقت الإضافي خلال مواجهة سلوفينيا.