دوسلدورف (أ ف ب)
بعد نجاتها بأعجوبة أمام سلوفاكيا، تلعب إنجلترا المرشّحة لإحراز لقب كأس أوروبا لكرة القدم مع «الحصان الأسود» سويسرا، السبت في ربع النهائي في دوسلدورف، فيما تبحث هولندا عن تفادي مفاجأة تركية في برلين.
رغم ترشيحها للقب، لم تكن إنجلترا مقنعة بفوز صعب على صربيا (1-0) وتعادلين باهتين مع الدنمارك (1-1) وسلوفينيا (0-0) في دور المجموعات.
أنقذها جود بيلينجهام في الرمق الأخير أمام سلوفاكيا، مسجّلاً هدف التعادل، قبل أن يضيف هاري كين هدف الفوز مطلع الوقت الإضافي.
وإنجلترا التي لم تحرز اللقب القاري بتاريخها، هي المنتخب الأعلى تصنيفاً من الجانب «السهل» في ربع النهائي، إذ تلتقي في نصف النهائي بحال تأهلها مع الفائز بين هولندا وتركيا.
لكن مدرّبها جاريث ساوثجيت الذي سيقود منتخب «الأسود الثلاثة» للمرّة المئة، يتعرّض لانتقادات متواصلة لعدم استفادته من كوكبة النجوم في صفوفه.
رمت الجماهير عبوات الجعة صوبه، عندما كان يحاول الاحتفال معهم بعد التأهل إلى ثمن النهائي ضد سلوفينيا.
يتمسّك المدرب الذي قاد إنجلترا إلى نصف نهائي مونديال 2018 ونهائي كأس أوروبا صيف 2021، بتشكيلته الأساسية، من خلال الدفع بعشرة لاعبين من أصل 11 في مبارياته الأربع حتى الآن.
قال مهاجمه الشاب فيل فودن، أفضل لاعب الموسم المنصرم في الدوري المحلي «أشعر بالأسف لجاريث، علينا أن نكون القادة. يجب أن نتوصّل إلى حلول».
وأقرّ ساوثجيت بعد مباراة سلوفاكيا أن بيلينجهام وكين أُرهقا قبل 15 دقيقة من النهاية، لكنهما صمدا لتحقيق الفوز.
في المقابل، أصبحت سويسرا الحصان الأسود في البطولة، بعد إقصاء إيطاليا حاملة اللقب 2-0 عن جدارة في ثمن النهائي، وقبلها التعادل مع ألمانيا المضيفة 1-1 بعدما كانت متقدّمة حتى الوقت بدلاً من الضائع.
تبحث عن بلوغ نصف النهائي في بطولة كبرى للمرة الأولى في تاريخها، علماً أن إسبانيا أقصتها في ربع نهائي النسخة الأخيرة بركلات الترجيح بعد أن أطاحت فرنسا بالطريقة عينها.
قال مدرّبها مورات ياكين بعد الفوز على إيطاليا «وجّهنا رسالة هامة، لم نكتفِ بالدفاع فقط، بل أظهرنا قدراتنا الهجومية».
وباستثناء قلب دفاع مانشستر سيتي الإنجليزي مانويل أكانجي، وقائد الوسط المخضرم جرانيت تشاكا، لا تضمّ تشكيلة «ناتي» أسماء كبيرة، بل وحدة جماعية يتقدّمها ثلاثي بولونيا الإيطالي دان ندويي، ميشال أبيشر وريمو فرويلر.
وبعد تألقه في ثمن النهائي خلال الفوز السهل على رومانيا 3-0، يقود المهاجم كودي خاكبو منتخب هولندا في استحقاقه المقبل أمام تركيا التي تعوّل على الشاب أردا جولر.
أحرزت هولندا اللقب مرّة يتيمة في 1988، مع الثلاثي ماركو فان باستن، رود خوليت وفرانك ريكارد، لكن تشكيلة المدرب رونالد كومان، أحد أبطال 1988 أيضاً في ألمانيا الغربية، لا تضمّ أسماء عالمية.
إلا أن خاكبو (25 عاماً)، لاعب ليفربول الإنجليزي، نجح بخطف الأنظار بتسجيله ثلاثة أهداف حتى الآن.
وبفوزها الصريح على رومانيا، عوّضت هولندا، خسارتها الأخيرة في دور المجموعات أمام النمسا 2-3 والتي وصفها كومان ب«المروّعة».
قال المهاجم الدولي السابق بيار فان هويدونك لقناة نوس المحلية «خاكبو هو نجمنا».
وجاءت نصف أهداف خاكبو الـ12 الدولية في بطولات كبرى، بعد تسجيله ثلاث مرات في مونديال قطر الأخير.
سيقف الحارس ميرت جونوك بينه وبين الشباك التركية، بعد أن قام بصدّة تعجيزية أمام النمساوي كريستوف باومجارتنر في الرمق الأخير من ثمن النهائي الذي حسمه الأتراك 2-1 بهدفي مدافع الأهلي السعودي مريح ديميرال.
في المقابل، يُعدّ جولر، مهاجم ريال مدريد الإسباني، الورقة الرابحة في تشكيلة المدرّب الإيطالي فينتشنتسو مونتيلا، بعد غياب عدّة أشهر بسبب الإصابة، وازدحام النجوم في الفريق الملكي، عرف ابن التاسعة عشرة تألقاً في نهاية الموسم مع بطل أوروبا وإسبانيا تحت إشراف مدرّب إيطالي آخر هو كارلو أنشيلوتي.
سجّل هدفاً رائعاً أمام جورجيا (3-1) في دور المجموعات الذي شهد خسارة تركيا أمام البرتغال 0-3، ثم حجزها بطاقة التأهل بفوز متأخر على التشيك 2-1.
قال مونتيلا «يقدّم مستوى رائعاً ويركض كما لم يفعل طوال مسيرته».
وهذه المرّة الرابعة التي تبلغ فيها تركيا ربع نهائي بطولة كبرى، بعد حلولها ثالثة في مونديال 2002، وبلوغها ربع نهائي كأس أوروبا 2000 ونصف نهائي 2008.
يعود إلى صفوفها من الإيقاف نجم وسطها هاكان تشالهانأغلو والمدافع ساميت أكايدين، لكنها تفتقد لاعبي الوسط أوركون كوكتشو وإسماعيل يوكسيك.