عمرو عبيد (القاهرة)


تنفس «الطليان» الصعداء، وعبّر «الإسبان» عن فخرهم وثقتهم، بينما ضربت «الخيبة» وعم «الحزن» وجوه «الكروات»، ولم تبتعد الصحف المحلية في كل دولة عن تلك الحقائق الواضحة للجميع، التي بدأت الجولة الأخيرة في مرحلة مجموعات «يورو 2024» بالكشف عنها، حيث عنونت صحيفة «لاجازيتا» الإيطالية غلافها بوصف «المعجزة الإيطالية»، وكتبت عبر موقعها الإلكتروني إن «الأزوري» تقدّم بالفعل إلى الدور الثاني لكن «بلا مجد»، وطالبت بالبحث عن «نقطة تحول» إذا أراد المنتخب أن يحلم بالمزيد، وكتبت أنه يلعب من دون هدافين أو صُناع لعب، وتساءلت ساخرة «ماذا نُعلّم الأطفال»؟

 


ومن جهة أخرى، نشرت «لاجازيتا» تحليلاً للمدرب الأسطوري، أريجو ساكي، طالب خلالها لاعبي إيطاليا بـ«الاستفاقة» في المراحل المقبلة، وضرورة الإيمان بقدراتهم والضغط على المنافس، وعدم اللعب بأسلوب «ليّن» حسب وصفه، وعبّر ساكي عن ثقته في نجوم المنتخب عندما قال إنه لا يؤمن بـ«الحظ»، وأن الهدف المتأخر والتأهل إلى الدور التالي جاء بسبب عدم الاستسلام والرغبة الحقيقية في تحقيق النتيجة الإيجابية، ولهذا يتوقع الكثير من تلك المجموعة من اللاعبين، وهو ما كتبته صحيفة «توتوسبورت» التي عنونت غلافها بقولها «دعونا نمر ونستمر»، ويبدو أنها تثق في قدرة «الأزوري» على تجاوز عقبة سويسرا في دور الـ16 حسب تقريرها المنشور عبر موقعها الإلكتروني.

 


وبالطبع كانت «الصدمة» واضحة على الصحف الكرواتية، حيث احتلت صورة لوكا مودريتش غلاف صحيفة «24 ساعة» المحلية، وهو يبكي متطلعاً إلى السماء لا يصدق «السيناريو المجنون» التي شهدته تلك الليلة، وتساءلت «هل من الممكن أن تحدث المعجزة»، أما صحيفة «جلاس سلافونيا» فقد نشرت صورة بعيدة لمودريتش أيضاً مع عنوان يحمل «رسالة وداع» للأسطورة، بقولها «شكراً لك»، وقالت إن المنتخب لم ينتظر حتى نهاية المباراة الأخيرة، وسواء فاز أو خسر، فإن النتيجة لن تغير أبداً من قيمة هذا النجم العالمي، أما «المسائية»، كتبت أنه يجب الاعتراف بأنها كانت «الرقصة الأخيرة» لأهم لاعبي هذا الجيل، الذي لن يتكرر، ويبدو أن ما شاهدناه هو نهاية تلك «الحقبة النادرة».
وفي إسبانيا، تبارت الصحف المحلية في التعبير عن فخرها بهؤلاء النجوم الذين حصدوا «العلامة الكاملة» بأداء مقنع وقوة تضعهم فوق قمة ترشيحات الفائزين باللقب، حيث كتبت «أس» عن اكتمال مهمة «لا روخا» بنجاح في المرحلة الأولى، وقالت «إل موندو» إن بدلاء «الماتادور» لا يقلون مهارة أو رغبة عن الأساسيين، وعنونت «ماركا» غلافها بقولها «نحن في أفضل حالة»، واكتفت «موندو ديبورتيفو» بوصف «أقصى درجة»، إشارة إلى وصول المنتخب إلى حالة غير مسبوقة من الاكتمال الفني، وكذلك خرج غلاف «سبورت» بعنوان «لا يمكن إيقافنا»، وأخيراً قالت «سوبر ديبورتي» أن «لا روخا» يُحلق بعيداً في سماء «يورو 2024».