مراد المصري (أبوظبي)
شهدت مسيرة مانشستر سيتي للاحتفاظ بقمة الكرة الإنجليزية للموسم الرابع على التوالي، العديد من المحطات داخل الملعب وخارجه، التي تمكن من خلالها في نهاية المطاف من إبقاء كأس «البريميرليج» في خزائنه، ونسرد أبرز 10 منها.
البداية جاءت في المحطة الأولى في سوق الانتقالات الصيفية، والذي دخله الفريق بتعاقدات يحتاج لها من دون البحث عن أسماء مشهورة، بقدر أن تخدم المجموعة بأكملها، وعوض رحيل الجزائري رياض محرز، والإنجليزي كول بالمر، والإسباني إيمريك لابورت، بضم لاعبين، مثل الكرواتي جوسكو جفارديول، والبلجيكي جيريمي دوكو، وحافظ الفريق على توازنه.
المحطة الثانية، جاءت بالتصريح الذكي من المدرب الإسباني بيب جوارديولا، أمام أرسنال في مواجهة الدرع الخيرية الافتتاحية للموسم، عندما رد على خسارة اللقب للمرة الثالثة على التوالي، بأن فريقه هو بطل الدوري الإنجليزي الممتاز في آخر ثلاث سنوات، ليغلق الباب أمام أي شكوك تريد وسائل الإعلام إثارتها، ويجدد الثقة بالمجموعة قبل بداية الموسم.
وجاءت المحطة الثالثة، بالانطلاقة المثالية للموسم من «السيتي»، بعدما حقق الفوز في أول ست جولات على التوالي، ليجمع 18 نقطة مبكراً، وضعته على المسار الصحيح لتعويض أي إهدار للنقاط لاحقاً.
وفي المحطة الرابعة، تكمن في قدرة الفريق على التوازن والتعامل مع التعثرات، حيث تعرض لخسارتين متتاليتين أمام وولفرهامبتون، وأرسنال منافسه على اللقب، إلا أن الخبرات المتراكمة لإدارة «السيتي» في التعامل مع هذا النوع من الجوانب المرتبطة باللعبة، جعلها تعيد الثقة مرة أخرى للفريق.
وتتمثل المحطة الخامسة، في تعامل الفريق مع إصابة الثنائي الأبرز البلجيكي كيفن دي بروين، والنرويجي هالاند، وغاب صانع الألعاب بين أغسطس وديسمبر الماضيين، فيما غاب المهاجم هالاند خلال ديسمبر ومطلع يناير الماضيين، ورغم ذلك عرف الفريق كيف يتماسك ويتعامل مع هذه الظروف بصورة مثالية للغاية.

أما المحطة السادسة، فكانت التتويج بلقب كأس العالم للأندية للمرة الأولى في تاريخ النادي في ديسمبر الماضي، مما منح الفريق دفعة معنوية كبيرة من أجل المضي قدماً في الموسم لمحاولة انتزاع المزيد من الألقاب.
ولعل مواجهة «ديربي مانشستر»، أمام الجار «اليونايتد» في مارس الماضي كانت محطة سابعة مهمة، بعدما حقق «السيتي» الفوز 3-1، ليحقق انتصاراً معنوياً، أتبعه بالتعادل مع ليفربول وأرسنال خارج الديار، ثم الثأر من أستون فيلا بالفوز عليه بنتيجة كبيرة 4-1، لينجح بتجاوز جميع المنافسين الأقرب له على جدول الترتيب دون أي خسارة.
وجاءت المحطة الثامنة، بقدرة الفريق على التعامل مع ضغط المباريات، وتحديداً الجانب المعنوي المرتبط بالخروج أمام ريال مدريد في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، رغم تفوقه الفني، إلا أن ركلات الترجيح لم تبتسم له، ليعود بعد ذلك بأقل من 72 ساعة، ويقصي تشيلسي، ليبلغ نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، ويرفع المعنويات في السباق بالدوري أيضاً.
وتمثلت المحطة التاسعة، في مواجهة توتنهام التي شكلت عقبة كبيرة خارج الديار في لندن، وما رافقها من أحداث تمثل في تصدي الحارس البديل أورتيجا لانفراد سون مهاجم الفريق المنافس في الدقائق الأخيرة، ليخرج «السيتي» بثلاث نقاط ربما هي الأثمن في مسيرته نحو اللقب.
وجاءت المحطة العاشرة، عبر تحقيق الفريق تسعة انتصارات متتالية من دون توقف في آخر تسع جولات، ما جعله لا يترك أي أمر لـ «المصادفة» لحصد اللقب في نهاية المطاف.
«7 نجوم» في موسم «الرابعة المتتالية»
يستحق جميع أعضاء فريق مانشستر سيتي نجومية هذا الموسم، فقد كان الأداء الجماعي هو السمة السائدة في الدرب نحو الاحتفاظ بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للموسم الرابع على التوالي، ونختار 7 نجوم منهم، كانوا هم الأكثر تأثيراً في هذه المسيرة.
لعل النجومية الأكبر هذا الموسم كانت من نصيب «الحصان الأسود» الإسباني رودري، الذي أنصفه المركز الدولي للدراسات الرياضية، مؤخراً، بمنحه التصنيف الأعلى عالمياً للاعبين الأكثر تأثيراً على أداء فريقهم هذا الموسم في الدوري، وهو الذي لم يعرف «السيتي» الخسارة خلال تواجده في التشكيلة منذ نحو عامين، فقد جاءت الخسارات الثلاث التي عرفها الفريق في الدوري في مباريات غاب عنها.
النجم الثاني هو فيل فودين، بعدما وصل الإنجليزي صاحب الـ 23 عاماً، إلى أعلى مراحل النضج الكروي في هذا الموسم تحت قيادة المدرب بيب جوارديولا، وعرف كيف يستخرج منه الأفضل، ويحوله إلى لاعب مؤثر قادر على تسجيل الأهداف، وهو الذي سجل 17 هدفاً في أول 35 مباراة خاضها هذا الموسم في الدوري.

النجم الثالث هو إيرلينج هالاند، بعدما نجح النرويجي بالحفاظ على سجله التهديفي المرتفع، ليكمل المنظومة بأفضل شكل ممكن من خلال تواجده كرأس حربة مرعب لمدافعي الكرة الإنجليزية، ويحتفظ بجائزة هداف الدوري للموسم الثاني على التوالي في ثاني ظهور له في أرض الإنجليز.
النجم الرابع هو البلجيكي كيفن دي بروين، الذي أثبت أن «الذهب لا يصدأ»، ورغم غيابه عن النصف الأول من الموسم، فإن عودته كانت بمثابة أفضل «صفقة شتوية»، حيث أسهمت تمريراته الحاسمة وتأثيره في الملعب في قلب الموازيين لمصلحة «السيتي»، وهو الذي كان وراء التمريرة الحاسمة لزميله هالاند في لقاء توتنهام في الجولة قبل الأخيرة، ليصبح ثاني أكثر لاعب تقديماً للتمريرات الحاسمة في تاريخ «البريميرليج».
النجم الخامس هو البرتغالي بيرناردو سيلفا، الذي يفضل اللعب بصمت، ويترك الضجيج لتأثيره، حيث نجح اللاعب في تعويض رحيل الألماني إلكاي جوندوجان، والحفاظ على توازن وسط الميدان بفاعلية، إلى جانب القيام بأدوار هجومية أيضاً.
النجم السادس هو الوافد الجديد الكرواتي جوسكو جفارديول، الذي تغلب على صعوبات البدايات والانتقادات التي تعرض لها، ليقدم الأداء المتزن والصلب، خصوصاً في الجولات الأخيرة، التي تقدم بها ليتقمص دور الهداف أيضاً في بعض الأحيان.
النجم السابع، هو البليجيكي جيريمي دوكو، صاحب الـ 21 عاماً، الذي أثبت أن إدارة الفريق تملك عيناً ثاقبة فيما يتعلق بالتعاقد مع المواهب الصاعدة، فظهر اللاعب في أوقات مهمة من الموسم ليقدم الإضافة المرجوة منه، ويعزز من خيارات جوارديولا كلما بحث عن المداورة في التشكيلة والتعامل مع ضغط المباريات.