الرياض (أ ف ب)


أحرز الأوكراني أولكسندر أوسيك أوّل لقب عالمي موحّد للوزن الثقيل في 25 عاماً، بتغلّبه على البريطاني تايسون فيوري بقرار منقسم من القضاة، في السعودية.
ومنح قاضيان الأفضلية لأوسيك بنتيجة 115-112، و114-113، فيما أعطى الثالث الأفضلية لفيوري 114-113.
وكان فيوري الأكثر خطورة في بداية النزال، لكن أوسيك تنفّس الصعداء تدريجاً ليتفوّق على الملاكم العملاق المكنّى «جيبسي كينج».
أنقذه جرس نهاية الجولة التاسعة، عندما كان الأوكراني يمطره باللكمات، قبل أن يتعرّض للخسارة الأولى في مسيرته.
وانضمّ أوسيك الذي لم يخسر، بعد في مسيرته إلى الأساطير أمثال محمد علي، جو لويس ومايك تايسون، بطلاً موحداً لكل الأوزان الثقيلة، والأوّل منذ اعتراف عالم الملاكمة بأربعة أحزمة في الألفية الثالثة.
وبات بمقدور أوسيك التفاخر بأنه أفضل ملاكم في حقبته، في وقت قد يتبارز الملاكمان مرّة ثانية في أكتوبر.
قال أوسيك البالغ 37 عاماً: «هذه فرصة كبيرة لي، لعائلتي، لبلدي، وهذا وقت رائع، يوم رائع»، مضيفاً أنه كان «دوماً جاهزاً لمباراة معادة».
في المقابل، قال فيوري انه كان «نزالاً رائعاً مع أولكسندر».
تابع ابن الخامسة والثلاثين «أعتقد أني فزت بهذا النزال، أعتقد أنه فاز ببعض الجولات، لكني فزت بمعظمها».
وعن إمكانية خوض نزال جديد مع أوسيك، قال فيوري: «سأقضي عطلة، أعود إلى المنزل، أطرح الأمر مع زوجتي والأطفال ثم أرى ماذا أفعل».
وكان البريطاني لينوكس لويس آخر ملاكم فاز باللقب العالمي الموحّد «ثلاثة أوزان آنذاك»، عندما تغلّب على الأميركي إيفاندر هوليفيلد في 1999.
وحمل فيوري لقب المجلس العالمي «دبليو بي سي»، فيما احرز أوسيك ألقاب الأحزمة الثلاثة الأخرى، وهي الاتحاد الدولي للملاكمة «آي بي أف»، رابطة الملاكمة العالمية «دبليو بي أيه»، ومنظمة الملاكمة العالمية «دبليو بي أو».
وكان من المقرّر إقامة النزال في 17 فبراير في الرياض، ولكن تم تأجيله بسبب إصابة في عين فيوري.
-وعزّز أوسيك سلسلة انتصاراته إلى 22-0، بينها 14 بالضربة القاضية، فيما مُني فيوري بخسارته الأولى بعد 34 فوزاً بينها 24 بالضربة القاضية وتعادل واحد.
وبعد فوزه بالحزام الموحّد، أصبح أوسيك بين عظماء اللعبة، إذ حصد النجاح في منافسات الهواة، الوزن الثقيل-الخفيف «كروزر» والآن على المستوى الأرفع.
وأبدى فيوري «2.06 م» ارتياحاً على الحلبة مطلع النزال، مظهراً إيقاعاً متماسكاً أمام أوسيك البالغ طوله 1.91 م والذي بدا أكثر حذراً.
بدأ أوسيك يعتمد الحركات المتنوّعة فيما بدت لكمات فيوري شديدة على جسد الأوكراني.
بحلول الجولة الخامسة، وجّه أوسيك الزئبقي ضربتين منخفضتين، فيما واصل فيوري اللعب على سجيته موجهاً لكمة قوية في الجولة التالية وهو يتمايل على الحلبة.
لكن الأوكراني عاقبه بلكمتين واضحتي المعالم في الجولة السابعة وخطف ضربة شديدة أفقدت «ملك الغجر» توازنه في الثامنة.
في الجولة التالية، أدّى اللكم المستمر من أوسيك إلى تعرّض فيوري لمشكلة خطيرة فأنقذه الجرس وهو ينزف من أنفه. استعاد توازنه، قبل أن يصل النزال إلى جولته الأخيرة.
وكانت مدرجات ملعب المملكة أرينا الجديد تغصّ بالمتفرجين عندما خرج أوسيك إلى الحلبة الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، مرتدياً معطفاً أخضر اللون وقبعة من الفرو.
تبعه فيوري وهو يرقص على أنغام أغنية «هولدينج آوت إي هيرو» لبوني تايلور، مرتدياً سترة خضراء بلا أكمام وقبعة بيسبول وضعها بالمقلوب.
وتقلّبت مسيرة فيوري بفترة إيقاف لسنتين بسبب تعاطي مواد ممنوعة، معاناته مع الكحول، الكوكايين، الاكتئاب كما أعلن اعتزاله مرتين.
فقد فيوري نحو ستة كيلوجرامات منذ نزاله الأخير، عندما فاز بقرار منقسم بالنقاط على مقاتل الفنون المختلطة الكاميروني-الفرنسي فرانسيس نجانو في أكتوبر في الرياض أيضاً.
على النقيض من ذلك، كان أوسيك مثالاً للتماسك مع مسيرة متصاعدة.
ابن سيمفيروبول عاصمة جمهورية القرم، يملك سجلاّ رائعاً على صعيد الهواة، محرزاً بطولة أوروبا، بطولة العالم وذهبية أولمبية في 2012.
بعد تحوّله إلى الاحتراف، وحّد أحزمة الوزن الثقيل-الخفيف في 15 نزالاً، قبل انتقاله إلى الوزن الثقيل، حيث انتزع ثلاثة أحزمة من البريطاني أنتوني جوشوا في 2021 وفاز في المباراة المعادة بينهما في العام التالي.
تُعدّ حكايات تدريبه أسطورية، بما في ذلك السباحة لمسافة 10 كيلومترات، حبس النفس لمدة تزيد عن أربع دقائق، ألعاب الخفة والتقاط ست عملات معدنية في وقت واحد لإظهار ردود فعله.

  __AFP_34T82BY-1716080653